للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رأس عليّ يوم الثلائاء، فطِيف به في خراسان (١).

وذكر الحسن بن أبي سعيد، قال: عقدنا لطاهر سنة أربع وتسعين ومائة فاتصل عقده إلى الساعة.

وذكر محمد بن يحيى بن عبد الملك النيّسابوريّ، قال: لما جاء نعيّ عليّ بن عيسى وقتله إلى محمد بن زُبيدة - وكان في وقته ذلك على الشطّ يصيد السمك - فقال للذي أخبره: ويلك! دعني، فإن كوثرًا قد اصطاد سمكتيْن وأنا ما اصطدت شيئًا بعدء قال: وكان بعض أهل الحسد يقول: ظنّ طاهر أنّ عليًّا يعلو عليه، وقال: متى يقوم طاهر لحرب عليّ مع كثرة جيشه وطاعة أهل خراسان له! فلما قتِل عليّ تضاءل، وقال: والله لو لقيه طاهر وحدَه لقاتله في جيشه حتى يغلب أو يقتَل دونه.

وقال رجل من أصحاب عليّ له بأس ونجدة في قتل عليّ ولقاء طاهر:

لقِينا الليثَ مُفتَرِسًا لدَيِه ... وكُنّا ما يُنَهْنهُنا اللقاءُ

نَخوضُ الموتَ والغمَراتِ قِدْمًا ... إذا ما كَرَّ ليس به خفاءُ

فضعضعَ ركبَنا لمَّا التقَينا ... وراحَ الموتُ وانكَشفَ الغِطاءُ

وأَردَى كَبْشَنا والرأْسَ مِنّا ... كأَنَّ بِكَفِّهِ كانَ القضاءُ

ولما انتهى الخبر بقتل عليّ بن عيسى إلى محمد والفضل، بعث إلى نوفل خادم المأمون - وكان وكيل المأمون ببغداد وخازنه، وقيّمه في أهله وولده وضياعه وأمواله - عن لسان محمد، فأخذ منه الألف ألف درهم التي كان الرّشيد وصل بها المأمون، وقبض ضياعه وغلّاته بالسواد، وولّى عُمّالًا من قبَله، ووجّه عبد الرحمن الأبناوي بالقوّة والعُدّة فنزل هَمَذَان (٢).

وذكر بعض من سمع عبد الله بن خازم عند ذلك يقول: يريد محمد إزالة


(١) نفس التعليقة السابقة.
(٢) ذكر الجهشياري ما يؤيد أصل متن الطبري هنا من أن الأمين صادر أموال المأمون بعد علمه بمقتل قائده عليّ بن عيسى دون ذكرٍ لتفاصيل أخرى تتعلق بالمبالغ المصادرة إذ قال الجهشياري وجَهّز محمد عليّ بن عيسى في سنة خمس وتسعين ومائة، فكان من أمره ما كان، فلما ورد خبر قتله، أشار الفضل بن الربيع علي محمد بقبض ضياع المأمون وماله ببغداد والسواد، فأذن له في ذلك، ففعل. [الوزراء/ ٢٩٣].

<<  <  ج: ص:  >  >>