للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجبال وفلّ العساكر بتدبيره والمنكوس من تظهيره، هيهات! هو والله كما قال الأوّل:

* قد ضَيَّعَ اللهُ ذودًا أنت راعيها *

ولمّا بايع محمد لابنه موسى ووجّه عليّ بن عيسى، قال الشاعر من أهل بغداد في ذلك لمّا رأى تشاغُلَ محمد بلهوه وبطالته وتخليته عن تدبير عليّ والفضل بن الربيع:

أَضاعَ الخِلَافةَ غِشُّ الوَزِيِرِ ... وَفِسْقُ الإِمَامِ وَجَهْلُ المُشيرْ؟

ففضلٌ وَزيرٌ، وَبَكرٌ مشيرٌ ... يُريدانِ ما فيه حتْفُ الأَمِيرُ

وما ذاك إلَّا طَريقُ غُرُورٍ ... وشَرُّ المَسالِكِ طُرْقُ الغُرور

لَواطُ الخليفةِ أعجوبةٌ ... وأَعجَبُ منه خَلاقُ الوزيرْ

فهذا يَدُوسُ وهذا يُدَاسُ ... كذاكَ لَعَمْري اختلافُ الأُمورْ

فلو يَسْتَعينان هذا بذاك ... لكانا بعُرْضَةِ أَمر سَتِيرْ

وِلكنَّ ذا لَجَّ في كَوْثرٍ ... ولمْ يَشْفِ هذا دُعاسُ الحميرْ

فشُنِّعَ فِعْلاهما منهمَا ... وصارَا خِلافًا كَبَوْلِ البعيرْ

وأَعجَبُ مِنْ ذا وَذا أَنَّنا ... نبايعُ للطَّفلِ فينا الصغيرْ

ومَن لَيْس يُحسِنُ غُسْلَ استِهِ ... ولم يَخلُ من بَوْلهِ حِجْر ظيرْ

وما ذاك إلا بفضلٍ وَبَكرٍ ... يُريدَانِ نَقضَ الكِتابِ المنيرْ

وهذانِ لولا انقلابُ الزَّمانِ ... أَفي العيرِ هذانِ أَم في النفيرْ

ولكنَّها فِتنٌ كالجبالِ ... تَرفَّعَ فيها الوضيعُ الحقِيرْ

فَصَبرًا ففي الصبر خير كثيرٌ ... وإن كان قد ضاق صدْر الصَّبُورْ

فيا ربِّ فاقبِضهُمَا عاجلًا ... إليك وَاوردْهم عذابَ السعيرْ

وَنَكِّل بفَضلٍ وأَشياعِهِ ... وصَلِّبْهُمُ حولَ هذِي الجُسُورْ (١)


(١) هذه قصيدة لشاعر مجهول (كما عند الطبري) فيها من القذف الباطل والفحش والبذاءة ما فيها ولا يصحّ ما ورد فيها من القذف الباطل.
ولا نقول إلا كما قال الأستاذ المحقق أبو الفضل (إبراهيم) ولقد عجبت لأبي جعفر حيث ذكرها مع ورعه! ! ! !

<<  <  ج: ص:  >  >>