للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر عن الحسن بن أبي سعيد أن الجندين: جند طاهر وجند أهل بغداد، ندموا على قتل محمد لما كانوا يأخذون من الأموال.

وذكر عنه أنه ذكر أن الخزانة التي كان فيها رأس محمد ورأس عيسى بن ماهان ورأس أبي السرايا كانت إليه. قال: فنظرت في رأس محمد؛ فإذا فيه ضربة في وجهه، وشعر رأسه ولحيته صحيح لم يتحات منه شيء، ولونه على حاله. قال: وبعث طاهر برأس محمد إلى المأمون مع البردة والقضيب والمصلى - وهو من سعف مبطن - مع محمد بن الحسن بن مصعب ابن عمه، فأمر له بألف ألف درهم، فرأيت ذا الرياستين، وقد أدخل رأس محمد على ترس بيده إلى المأمون، فلما رآه سجد (١).

قال الحسن: فأخبرني ابن أبي حمزة، قال: حدثني علي بن حمزة العلوي، قال: قدم جماعة من آل أبي طالب على طاهر وهو بالبستان حين قتل محمد بن زبيدة ونحن بالحضرة، فوصلهم ووصلنا، وكتب إلى المأمون بالإذن لنا أو لبعضنا، فخرجنا إلى مرو، وانصرفنا إلى المدينة، فهنؤونا بالنعمة، ولقينا من بها من أهلها وسائر أهلها وسائر أهل المدينة، فوصفنا لهم قتل محمد، وأن طاهر بن الحسين دعا مولى يقال له قريش الدنداني، وأمره بقتله. قال: فقال لنا شيخ منهم: كيف قلت! فأخبرته، فقال الشيخ: سبحان الله! كنا نروي هذا أن قريشًا يقتله؛ فذهبنا إلى القبيلة فوافق الاسم الاسم (٢).

وذكر عن محمد بن أبي الوزير أن علي بن محمد بن خالد بن برمك أخبره أن إبراهيم بن المهدي لما بلغه قتل محمد، استرجع وبكى طويلًا ثم قال:

عُوجا بِمغْنَى طلل داثِرِ ... بالخُلْدِ ذاتِ الصَّخْرِ والآجُرِ

والمرمَر المسنونِ يُطلَى به ... والبابِ باب الذَّهبِ النَّاضرِ

عوجا بها فاستَيقِنا عندها ... على يقينٍ قُدْرَةَ القادرِ

وأَبلِغَا عنِّي مقالًا إلى الـ ... ـموْلى على المأْمورِ والآمرِ


= فوقفنا فيها. نسمع الصوت) والمدائني الأخباري الصدوق عاصر تلك الأحداث والله أعلم.
(١) قال الجهشياري: وذكر علي بن أبي سعيد أنه رأى رأس محمد وقد أدخله ذو الرياستين على ترس بيده إلى المأمون فلما رآه سجد (الوزراء والكتاب/ ٣٠٤).
(٢) سبق أن ذكرنا قول خليفة في تأريخه (٣١٠) وولي قتله قريش الدنداني والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>