للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١١٨ - فحدثنا هارون بن إسحاق، قال: حدَّثنا مُصعب بن المقدام، قال: حدَّثنا إسرائيل. وحدّثنا ابنُ وكيع، قال: حدَّثنا أبي عن إسرائيل، قال: حدَّثنا أبو إسحاق، عن البَراء، قال: لمَّا كان يومُ أحُد، ولقِيَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المشركين أجْلسَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجالًا بإزاء الرّماة، وأمَّر عليهم عبد الله بن جُبير، وقال لهم: لا تبرحوا مكانَكم إن رأيتمونا ظهرْنا عليهم، وإنْ رأيتموهم ظَهَرُوا علينا فلا تعينونا. فلمَّا لقِيَ القوم هزَم المشركين حتى رأيت النساء قد رَفعن عن سوقهنّ، وبدت خلاخيلهنّ، فجعلوا يقولون: الغنيمة الغنيمة! فقال عبد الله: مهلًا، أما علمتم ما عهد إليكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأبَوْا، فانطلقوا، فلمّا أتوْهم صَرَف الله وجوههم؛ فأصيب من المسلمين سبعون (١). (٢: ٥٠٧/ ٥٠٨).

١١٩ - حدثني محمَّد بن سعد، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبَّاس، قال: أقبل أبو سفيان في ثلاث ليال خلوْن من شوّال، حتَّى نزل أحُدًا، وخرج النّبي - صلى الله عليه وسلم -، فأذّن في الناس فاجتمعوا، وأمَّر الزُّبَيْر على الخيل؛ ومعه يومئذ المِقداد بن الأسود الكِنديّ،


= على النبي - صلى الله عليه وسلم - فاستصغرنا وشهدنا أحد). وقال الهيثمي: هو في الصحيح خلا قوله: وشهدنا أحدًا.
ورواه الطبراني: ورجاله رجال الصحيح (المجمع ٦/ ١٠٩).
قلنا: الذي في الصحيح هو أن ابن عمر عرض يوم أحدٍ فلم يجزه - صلى الله عليه وسلم -، ومتن الطبراني فيه مخالفة ظاهرة لما هو أصح منه (أي حديث البخاري) والله أعلم.
(١) هذان إسنادان كلاهما من طريق إسرائيل، والإسناد الأول حسن صحيح والحديث أخرجه البخاري في صحيحه (كتاب المغازي ح ٤٠٤٣) من طريق إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء رضي الله عنه وتمامه: وأشرف أبو سفيان فقال: أفي القوم محمد؟ فقال: لا تجيبوه، فقال: أفي القوم ابن أبي قحافة؟ فقال: لا تجيبوه. فقال: أفي القوم ابن الخطاب؟ فقال: إن هؤلاء قتلوا فلو كانوا أحياء لأجابوا، فلم يملك عمر نفسه فقال: كذبت يا عدو الله أبقى الله عليك ما يخزيك، قال أبو سفيان: اعلُ هبل فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: أجيبوه. قالوا: ما نقول؟ قال: قولوا الله أعلى وأجلّ. قال أبو سفيان: لنا العزى ولا عزى لكم فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: أجيبوه. قالوا: ما نقول؟ قال: قولوا: الله مولانا ولا مولى لكم. فقال أبو سفيان: يوم بيوم بدر والحرب سجال وتجدون مثلةً لم آمر بها ولم تسؤني. اهـ.
والحديث أخرجه البيهقي في الدلائل (٣/ ٢٣٠) وأبو داود في سننه (ح ٢٦٦٢) والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>