أفبعدَ عهدِ اللهِ تقتله ... والقتلُ بعد أمانِهِ سرفُ
فَسَتَعْرِفون غدًا بعاقبةٍ ... عزَّ الإله فأَورِدوا وَقِفُوا
يا من يخون نومه أرق ... هدت الشجون وقلبه لهف
قد كنتَ لي أملًا غنِيتُ به ... فمضَى وحلّ محلّهُ الأَسَفُ
مرِجَ النظامُ وعادَ منكَرُنا ... عُرْفًا وأنكِر بَعدَكَ العُرُفُ
فالشملُ مُنتشرٌ لفَقدكَ والدّ ... نْيا سُدًى والبالُ مُنكسِفُ
وقال أيضًا يرثيه:
إذا ذُكِرَ الأمينُ نعَى الأَمينا ... وإن رقَدَ الخلِيُّ حمَى الجُفونَا
وما برحت منازلُ بين بُصرَى ... وكلواذى تهيّجُ لي شُجُونَا
عراصُ المُلك خاويةٌ تهادَى ... بها الأَرواحُ تَنسُجُها فُنُونا
تخوَّن عزَّ ساكِنها زمانٌ ... تلَعَّبَ بالقُرونِ الأوَّلينَا
فشتَّتَ شَمْلَهُمْ بعدَ اجتماعٍ ... وكُنتُ بِحُسْنِ ألفتِهِمْ ضَنِينا
فلم أَرَ بعدَهمْ حُسْنًا سواهُمْ ... ولمْ تَرَهُمْ عُيُونُ النَّاظِرينَا
فَوَ أسفا وإن شَمَتَ الأعادِي ... وآهِ عَلى أمير المُؤمِنينا
أضلَّ العُرْفَ بعدَكَ مُتبِعُوهُ ... وَرُفِّهَ عَنْ مَطَايَا الرَّاغِبينَا
وكنَّ إلى جَنابِكَ كلَّ يومٍ ... يَرُحْنَ على السُّعودِ ويغتَدِينا
هُوَ الجبَلُ الَّذي هَوَتِ المعالي ... لِهَدَّتِه وَرِيعَ الصَّالحُونَا
ستندُبُ بعدَكَ الدنيا جوارًا ... وتندُبُ بعْدكَ الدينَ المصُونَا
فَقَدْ ذهَبَتْ بشَاشَةُ كلّ شيءٍ ... وعادَ الدِّينُ مطرُوحًا مَهينَا
تعقَّد عِزُّ متصل بكِسْرى ... ومِلَّتِهِ وَذَلَّ المسلُمونَا
وقال أيضًا يرثيه:
أسفًا عليكَ سلاكَ أقربُ قربَةً ... مِنِّي وأحزَاني عليكَ تزيدُ
وقال عبد الرحمن بن أبي الهداهد يرثي محمدًا:
يا غرْبُ جودي قد بُتَّ من وذَمِهْ ... فَقَدْ فَقَدْنَا العزِيزَ من دِيَمِهْ
أَلوَت بِدُنْياك كفُّ نائبةٍ ... وصِرْتَ مُغضًى لنا على نِقمهْ
أصْبَحَ للموتِ عندنا علَمٌ ... يَضْحَكُ سِنُّ المَنُونِ من عَلَمِهْ