للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٣١ - قال أبو جعفر: ثم إن أبا سفيان بن حرب أشرف على القوم - فيما حدَّثنا هارون بن إسحاق قال: حدَّثنا مصعب بن المقدام، قال: حدَّثنا إسرائيل. وحدّثنا ابن وكيع، قال: حدّثني أبي، عن إسرائيل، قال: حدَّثنا أبو إسحاق، عن البَرَاء، قال: ثمّ إن أبا سفيان أشرف علينا، فقال: أفي القوم محمد؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا تجيبوه؛ مرتين، ثمّ قال: أفي القوم ابن أبي قُحافة؟ ثلاثًا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا تجيبوه، ثم قال: أفِي القوم ابن الخطاب؟ ثلاثًا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أجيبوه، ثم التفت إلى أصحابه، فقال: أمَّا هؤلاء فقد قُتِلوا، لو كانوا في الأحياء لأجابوا، فلم يملك عمرُ بن الخطَّاب نفسَه أن قال: كذبتَ يا عدوّ الله، قد أبقى الله لك ما يخزيك! فقال: اعْلُ هُبَل! اعلُ هُبَل! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أجيبوه، قالوا: ما نقول؟ قال: قولوا: الله أعْلَى وأجَل. قال أبو سفيان: ألا لنا العُزّى ولا عُزَّى لكم! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أجيبوه، قالوا: ما نقول؟ قولوا: الله مولانا ولا مولى لكم! قال أبو سفيان: يومٌ بيوم بدر، والحرب سِجَال؛ أمَّا إنكم ستجدون في القوم مُثَلًا لم آمُرْ بها ولم تسؤني (١). (٢: ٥٢٦/ ٥٢٧).

١٣٢ - وفرغ الناس لقتلاهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -كما حدَّثنا ابنُ حميد، قال: حدَّثنا سلمة، قال: حدّثني محمد بن إسحاق، عن محمَّد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة المازنيّ أخي بني النَّجار، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: مَن رجلٌ ينظر لي ما فعل سعد بن الربيع؟ - وسعد أخو بني الحارث بن الخزرج - أفي الأحياء هو أم في الأموات؟ فقال رجل من الأنصار: أنا أنظر لك يا رسولَ الله ما فعل؛ فنظر فوجده جريحًا في القتلَى به رمَق، قال: فقلت له: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمرني أن أنظر له: أفي الأحياء أنت أم في الأموات؟ قال: فأنا في الأموات، أبلغْ رسول الله عنِّي السَّلام، وقل له: إنّ سعدَ بن الربيع يقول لك: جزاك الله خير ما جزي نبي عن أمته وأبلغ عني قومك السلام وقل لهم إن سعد بن الربيع يقول لكم: إنه لا عُذْر لكم عند الله إن خُلِصَ إلى نبيِّكم - صلى الله عليه وسلم - وفيكم عينٌ


(١) حديث صحيح كما سبق أن ذكرنا فقد أخرجه البخاري في المغازي (ح ٤٠٤٣) وأحمد في مسنده (٤/ ٢٩٣) وغيرهما مع اختلاف يسير والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>