للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٥٠ - حدَّثنا ابن حُميد، قال: حدَّثنا سلمة، قال: حدّثني محمد بن إسحاق عن أبي ليلى عبد الله بن سهل بن عبد الرحمن بن سهل الأنصاريّ، ثم أحد بني حارثة، أنّ عائشة أمّ المؤمنين كانت في حِصْن بني حارثة يوم الخندق، وكان من أحرز حصون المدينة، وكانت أمّ سَعْد بن مُعاذ معها في الحصن.

قالت عائشة: وذلك قبل أن يضرَب علينا الحجاب. قالت: دمرَّ سعدٌ وعليه درْعٌ مقلَّصة، قد خرجت منها ذِراعه كلُّها، وفي يده حربته يَرْقَدُّ بها ويقول:

لَبّثْ قليلًا يَشِهَدِ الهَيجَا حَمَلْ ... لا بَأْسَ بالمَوْتِ إذَا حانَ الأجَلْ

قالت له أمّه: الحق يا بُنَيَّ، فقد والله أخَّرْتَ.

قالت عائشة: فقلتُ لها: يا أمّ سعد، والله لودَدْتُ أنْ دِرْعَ سعد كانت أسبغَ مما هي! قالت: وخفت عليه حيث أصاب السهم منه.


= (١٤/ ٤٢٠) عن أبي معشر وابن سعد في طبقاته (٢/ ٧٣) وغيرهما والله أعلم.
لقد ذكر الرواية (٢/ ٥٧٣ - ٥٧٤/ ٢٢٠) في قسم الضعيف إلَّا أن مقتل عمرو بن عبد ود العامري على يد علي بن أبي طالب رضي الله عنه وذلك يوم الخندق فصحيح كما أخرج الحاكم في المستدرك عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قتل رجل من المشركين يوم الخندق فطلبوا أن يواروه فأبى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أعطوه الدية، وقتل من بني عامر بن لؤي عمرو بن عبد ود، قتله علي بن أبي طالب مبارزة.
وقال الحاكم: وهذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي (المستدرك مع التلخيص ٣/ ٣٢).
وقد ذكر الأستاذ إبراهيم العلي كلامًا قيّمًا أحببنا أن نذكره هنا إذ قال في كتابه (السيرة النبوية / ٢٧٣)، (بعد أن ذكر حديث ابن عباس السابق):
وقد جاءت قصة مبارزة علي بن أبي طالب رضي الله عنه لعمرو بن عبد ود العامري مفصلة عند ابن إسحاق في السيرة مستقصاة ومتوفاة، إلَّا أنها مرسلة، ولم يصل بها ابن إسحاق إلى صحابي روى هذا الحديث، ولذلك لم أررد التفاصيل هنا، واقتصرت على ما ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما، من أن قاتل عمرو بن عبد ود العامري هو علي بن أبي طالب كما مر في الحديث السابق الذي أوردناه.
هذا ما وصلت إليه بعد بذل الجهد فقد بحثت عن إسناد لهذا الحديث مفصلًا فلم أصل إلى ذلك، فاقتصرت على ما مضى، والله تعالى أعلم، فليس كل ما أورده أهل السير وأخذ مأخذ المسلمات ثبت عند أهل الحديث والمحدثين، فاعلم هذا أخي القارئ بارك الله فيك. اهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>