للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالت: فَرُمِيَ سعد بن معاذ بسهْم، فقطع منه الأكْحل، رماه (١). (٢: ٥٧٤/ ٥٧٥).

١٥١ - فيما حدَّثنا ابن حميد، قال: حدَّثنا سلَمة، قال: حدَّثنا محمد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة - حِبَّانُ بن قيس بن العرِقة أحدُ بني عامر بن لؤيّ " فلمّا أصابه قال: خذها وأنا ابن العَرِقة؛ فقال سعدٌ: عَرَّقَ الله وجهك في النَّار! اللَّهمّ إن كنت أبقيت من حرب قريش شيئًا فأبقني لها، فإنَّه لا قومَ أحبّ إليّ أن أجاهدهم من قوم آذوْا رسولَك، وكذّبوه وأخرجوه. اللهمّ وإن كنت قد وضعتَ الحرب بيننا وبينهم فاجعله لي شهادة ولا تُمِتْني حتى تقرّ عيني من بني قريظة (٢). (٢: ٥٧٥).

١٥٢ - حدَّثنا سُفيان بن وكيع، قال: حدَّثنا محمد بن بشر، قال: حدَّثنا محمد بن عمرو، قال: حدّثني أبي، عن علقمة، عن عائشة، قالت: خرجتُ يوم الخَنْدق أقْفو آثار الناس، فوالله إني لأمشي إذْ سمعت وئيد الأرض خلْفي - تعنِي حِسَّ الأرض - فالتفتُّ فإذا أنا بسعد؛ فجلست إلى الأرض، ومعه ابن أخيه الحارث بن أوْس - شهد بدرًا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حدَّثنا بذلك محمد بن عمرو - يحمل مِجَنَّه، وعلَى سعد دِرْع من حديد قد خرجت أطرافه منها.

قالت: وكان من أعظم الناس وأطولهم.

قالت: فأنا أتخوّفُ على أطراف سعد، فمرّ بي يرتجز، ويقول:

لَبّثْ قليلًا يُدْرِكِ الهَيجَا حَمَلْ ... ما أَحْسَنَ المَوْتَ إذا حان الأجَلْ!

قالت: فلمّا جاوزني قمتُ فاقتحمت حديقة فيها نَفَر من المسلمين، فيهم عمر بن الخطاب وفيهم رجل عليه تَسْبِغَة له - قال محمد: والتَّسبغة: المِغْفَر -


(١) إسناده ضعيف ومتنه صحيح فيما يتعلق بسعد بن معاذ كما سنذكر بعد روايتين، وأما أن عائشة رضي الله عنها كانت يوم الخندق في حصن بني حارثة فقد أخرج الطبراني في المعجم الكبير (ح ٤٣٧٨) عن رافع بن خديج رضي الله عنه قال: لم يكن حصن أحصن من حصن بني حارثة، فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - النساء والصبيان والذراري فيه وقال: (إن أَلَمَّ بِكُنَّ أَحَدٌ فألمعن بالسيف) إلى آخر الحديث.
وقال الهيثمي: رواه الطبراني ورجاله ثقات (المجمع ٦/ ١٣٣).
(٢) إسناده ضعيف، والحديث صحيح والذي قبله كما سنذكر بعد الرواية التالية.

<<  <  ج: ص:  >  >>