للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والاستبدال به، وأجْمع رأيهم على إخراج المعتزّ والبيعة له، وكان المعتزّ والمؤيد في حبس في الجوسق في حُجْرة صغيرة، مع كلِّ واحد منهما غلام يخدمه؛ موكّلٌ بهم رجل من الأتراك يقال له عيسى خليفة بليار ومعه عدّة من الأعوان، فأخرجوا المعتزّ من يومهم، فأخذوا من شعره، وقد كان بُويع له بالخلافة؛ وأمر للناس برزق عشرة أشهر للبيعة، فلم يتم المال، فأعطُوا شهرين لقلة المال عندهم.

وكان المستعين خلّف بسامرّا في بيت المال مما كان طلمجُور وأساتكين القائدان قدما به من ناحية الموصل من مال الشأم نحوًا من خمسمئة ألف دينار؛ وفي بيت مال أمّ المستعين قيمة ألف ألف دينار، وفي بيت مال العباس ابن المستعين قيمة ستمئة ألف دينار فذكر أن نسخة البيعة التي أخذت:

بسم الله الرحمن الرحيم

تبايعونَ عبد الله الإمام المعتزّ بالله أمير المؤمنين ببيعة طَوْع واعتقاد، ورضًا ورغبة وإخلاص من سرائركم، وانشراح من صدوركم، وصدْق من نِيّاتِكم؛ لا مكرهين ولا مجبرين؛ بل مقرّين عالمين بما في هذه البيعة وتأكيدها من تقوى الله وإيثار طاعته، وإعزاز حقه ودينه، ومن عموم صلاح عباد الله واجتماع الكلمة، ولمّ الشعث، وسكون الدّهماء، وأمْن العواقب، وعزّ الأولياء، وقمع الملحدين؛ على أن أبا عبد الله المعتزّ بالله عبد الله وخليفتُه المفترض عليكم طاعته ونصيحته والوفاء بحقه وعهده، لا تشكُّون ولا تُدْهنون، ولا تَمِيلون ولا تَرْتابون، وعلى السمع والطاعة، والمشايعة والوفاء، والاستقامة والنصيحة في السرّ والعلانية، والخفوف والوقوف عند كلّ ما يأمر به عبد الله أبو عبد الله الإمام المعتزّ بالله أمير المؤمنين؛ من موالاة أوليائه؛ ومعاداة أعدائه، من خاصٍّ وَعامّ، وقريب وبعيد، متمسكين ببيعتِه بوفاء العَقْد وذمة العهد، سرائركم في ذلك كعلانيتكم، وضمائركم فيه كمثل ألسنتكم، راضين بما يرضى به أمير المؤمنين بعد بيْعتكم هذه على أنفسكم، وتأكيدكم إياها في أعناقكم صفقةً، راغبين طائعين؛ عن سلامة من قلوبكم وأهوائكم ونياتكم، وبولاية عهد المسلمين لإبراهيم المؤيد بالله أخي أمير المؤمنين، وعلى ألا تسعَوْا في نقض شيء مما أكد عليكم، وعلى ألَّا يميل بكم في ذلك مميل عن نصرة وإخلاص

<<  <  ج: ص:  >  >>