للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحرَج؛ لا يقبل الله منه إلَّا الوفاء بها؛ وهو بريء من الله ورسوله، والله ورسوله منه بريئان؛ ولا قَبِل الله منه صرفًا ولا عدْلًا؛ والله عليكم بذلك شهيد، ولا حول ولا قوة إلَّا بالله العلي العظيم، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

وأحضِر - فيما ذكر - البيعة أبو أحمد بن الرشيد وبه النّقْرس محمولًا في مَحفَّة؛ فأمر بالبيعة فامتنع؛ وقال للمعتزّ: خرجتَ إلينا خروج طائع فخلعتها، وزعمت أنك لا تقوم بها، فقال المعتزّ: أكْرِهتُ على ذلك وخفت السيف، فقال أبو أحمد: ما علينا أنك أكرِهت؛ وقد بايعنا هذا الرجل؛ فتريد أن نطلّق نساءنا، ونخرج من أموالنا، ولا ندري ما يكون! إن تركتنِي على أمري حتى يجتمع الناس؛ وإلا فهذا السيف، فقال المعتزّ: اتركوه، فُردّ إلى منزله من غير بيعة.

وكان ممن بايع إبراهيم الديرج وعتّاب بن عتّاب، فهرب فصار إلى بغداد، وأما الدّيرج فخُلِع عليه، وأقِرّ على الشرْطة، وخُلِع على سليمان بن يسار الكاتب، وصُيِّر على ديوان الضياع، وأقام يومه يأمر وينهى وينفّذ الأعمال، ثم توارَى في الليل، وصار إلى بغداد.

ولما بايع الأتراك المعتزّ ولّى عمالَه، فولّى سعيد بن صالح الشرْطة، وجعفر بن دينار الحرس، وجعفر بن محمود الوزارة، وأبا الحمار ديوان الخراج؛ ثم عُزِل وجُعِل مكانه محمد بن إبراهيم منقار، وولي ديوان جيش الأتراك المعروف بأبي عمر كاتب سيما الشرابيّ، وولّى مقلِّدًا كَيْد الكلب أخا أبي عمر بيوتَ الأموال وإعطاءَ الأتراك والمغاربة والشاكريّة، وولّى بريد الآفاق والخاتم سيما الساربانيّ واستكتب أبا عمر؛ فكان في حدّ الوزارة.

ولما اتّصل بمحمد بن عبد الله خبرُ البيعة للمعتزّ وتوجيهه العمال، أمر بقطع الميرة عن أهل سامُرّا، وكتب إلى مالك بن طَوْق في المصير إلى بغداد هو ومَنْ معه من أهل بيته وجنده، وإلى نجوبة بن قيس وهو على الأنبار في الاحتشاد والجمع، وإلى سليمان بن عمران الموصلي في جَمْع أهل بيته ومَنْع السفن أو شيء من الميرة أن ينحدر إلى سامُرّا، ومنَع أن يصعد شيء من المِيرة من بغداد إلى سامرّا، وأخذت سفينة فيها أرزّ وسَقَطٌ، فهرب الملّاح منها وبقيت السفينة حتى غرقت، وأمر المستعين محمد بن عبد الله بن طاهر بتحصين بغداد؛ فتقدّم في ذلك؛ فأدير عليها السور من دِجْلة من باب الشّماسية إلى سوق الثلاثاء حتى

<<  <  ج: ص:  >  >>