الطريق مع أبي الساج في ثلثمئة رجل من الشاكريّة، فدخل على محمد بن عبد الله، فخلع عليه خمس خلع، وعلى آخر ممن معه أربع خلع.
ودخل أيضًا في هذا اليوم رجل من الأعراب من أهل الثعلبيّة يطلب الفَرْض معه خمسون رجلًا، وورد الشاكريّة القادمون من سامرّا من قيادات شتى؛ وهم أربعون رجلًا، فأمر بإعطائهم وإنزالهم فأعْطُوْا.
ووافى الأتراك في هذا اليوم باب الشماسيّة، فرُموا بالسهام والمنجنيق والعرّادات؛ وكان بينهم قتلَى وجرحى كثير؛ وكان الأمير الحسين بن إسماعيل لمحاربتهم، ثم أمِدّ بأربعمئة رجل من الملطّيين مع رجل يعرف بأبي السنا الغنويّ [وهو ابن أخت الهيثم الغنوي] ثم أمدّهم بقوم من الأعراب نحو من ثلثمئة رجل، وحمل في هذا اليوم من الصلات لمن أبلَى في الحرب خمسة وعشرين ألف درهم، وأطوقة وأسورة من ذهب؛ فصار ذلك إلى الحسين بن إسماعيل وعبد الرحمن بن الخطاب وعلَك ويحيى بن هرثمة والحسن بن الأفشين وصاحب الحرب الحسين بن إسماعيل، فكان الجرحى من أهل بغداد أكثر من مئتي إنسان، والقتلى عدّة، وكذلك الجراحات في الأتراك والقتلَى أكثرهم بالمجانيق؛ وانهزم أكثر عامة أهل بغداد، وثبت أصحاب البوازيّ وانصرفوا جميعًا، وهم في القتلى والجرحى شبيه بالسواء؛ وجُرح من هؤلاء - فيما ذكر - مئتان، ومن هؤلاء مئتان، وقتل جماعة من الفريقين.
وجاء كردوس من الفراغنة والأتراك في هذا اليوم إلى باب خُراسان من الجانب الشرقيّ ليدخلوا منه، وأتى الصريخ محمد بن عبد الله، وثبت لهم المبيّضة والغوغاء فردّوهم، وقد كان محمد أمر أن يُمخَر تلك الناحية؛ فلما أرادوا الانصراف، وحلّت عامة دوابهم، ونجا أكثرهم، أحضر الأتراك منجنيقًا، فغلبهم الغوغاء عليه والمبيّضة، وكسروا قائمة من قوائمه، وقتِل اثنان من الشاشية من الحجاج، وأمر بحمل الآجرّ من قصر الطين وتلك الناحية إلى باب الشماسيّة؛ وفتحوا باب الشماسيّة، وأخرجوا إلى الآجرّ من لقطه، وردّوه إلى هذا الجانب من السور.
وكان محمد بن عبد الله اتّصل به أنّ جماعة من الأقراك قد صاروا إلى ناحية النّهروان، فوجّه قائدين منن قوّاده يقال لهما عبد الله بن محمود السرخسيّ