للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويحيى بن حفص المعروف بحبُوس في خمسمئة من الفرسان والرّجالة إلى هذه الناحية، ثم أردفهم بسبعمئة رجل أيضًا، وأمرهم بالمقام هناك، ومنع مَنْ أراده من الأتراك، فتوجّه آخرهم إلى هذه الناحية يوم الجمعة لسبع خلون من صفر.

فلما كان ليلة الإثنين لثلاث عشرة بقيت من صفر، صار قوم من الأتراك إلى النَّهْروان، فخرج جماعة ممن كان مع عبد الله بن محمود، فرجعوا هُرّابًا، وأخِذت دوابّهم، وانصرف مَنْ نجا منهم إلى مدينة السلام مفلولين، وقتل زهاء خمسين رجلًا، وأخذوا سِتين دابة، وعدّة من البغال قد كانت جاءت من ناحية حُلوان عليها الثلج، فوجّهوا بها إلى سامرّا، ووجهوا برؤوس مَنْ قتلوا من الجند، فكانت أول رؤوس وافت في تلك الحرب سامرّا.

وانصرف عبد الله بن محمود مفلولًا في شِرذمة، وصار طريق خراسان في أيدي الأتراك، وانقطع الطريق من بغداد إلى خراسان.

وكان إسماعيل بن فراشة وُجّه إلى همذان للمقام بها، فكتب إليه بالانصراف، فانصرف، فأعطِيَ هو وأصحابه استحقاقهم.

ووجَّه المعتزّ عسكرًا من الأتراك والمغاربة والفراغنة ومَنْ هو في عدادهم، وعلى الأتراك والفراغنة الدرغماني الفرغانيّ، وعلى المغاربة ربلة المغربيّ، فساروا إلى مدينة السلام من الجانب الغربيّ، فجازوا قُطربّل إلى بغداد، وضربوا عسكرهم بين قُطْربّل وقطيعة أم جعفر؛ وذلك عشيّة الثلاثاء لاثنتي عشرة ليلة بقيت من صفر.

فلما كان يوم الأربعاء من غد هذه الليلة، وجّه محمد بن عبد الله بن طاهر الشاهَ بن ميكال من باب القطيعة وبُندارًا وخالد بن عمران فيمن معهم من أصحابهم من الفرسان والرّجّالة، فصافّهم الشاه، وأصحابه، فترامَوْا بالحجارة والسهام، وألجؤوا الشاه إلى مضيق عند باب القطيعة، وكثر المبيّضة من أهل بغداد، ثم حمل الشاه والمبيّضة حملة واحدة أزالوا بها الأتراك والمغاربة ومَنْ معهم عن موضعهم، وحمل عليهم المبيّضة، وأصحروا بهم، وحمل عليهم الطبريّة فخالطوهم؛ وخرج عليهم بُندار وخالد بن عمران من الكمِين؛ وكانوا كمنوا في ناحية قُطْربّل، فوضعوا في أصحاب أبي أحمد الأتراك منهم وغيرهم السيف، فقتلوهم أبرح قتل؛ فلم يُفلت منهم إلَّا القليل، وانتهب المبيضة

<<  <  ج: ص:  >  >>