للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وثلثمئة، فخلع عليه خمس خلِع، وعلى يوسف أربع خِلع، وعلى نحو من عشرين من وجوه الشاكرّية، وانصرفوا إلى منازلهم.

وقدِم بغداد رجل ذكر أن عِدّة الأتراك والمغاربة وحشْوَهم في الجانب الغربيّ اثنا عشر ألف رجل ورأسهم بايكباك القائد وأنّ عدة مَنْ مع أبي أحمد في الجانب الشرقيّ سبعة آلاف رجل خليفته عليهم الدّرغمان الفرغانيّ، وأنه ليس بسامرّا من قوّاد الأتراك ولا من قوّاد المغاربة إلَّا ستة نفر، وُكّلوا بحفظ الأبواب، وكانت بين الفريقين وقعة يوم الأربعاء لسبع خَلَوْن من شهر ربيع الآخر، فقتل - فيما ذكر - فيها من أصحاب المعتزّ مع من غرق منهم أربعمئة رجل، وقتل من أصحاب ابن طاهر مع مَن غرق ثلثمئة رجل، لم يكن فيهم إلَّا جنديّ؛ وذلك أنه لم يخرج في ذلك اليوم من الغوغاء أحد، وقتِل الحسن بن عليّ الحربيّ؛ وكان يومًا صعبًا على الفريقيْن جميعًا.

وذُكر أنّ مزاحم بن خاقان رَمى فيه موسى بن أشناس بسهم فأصابه، فانصرف مجروحًا؛ وافتُقد من عسكر أبي أحمد نحو من عشرين قائدًا من الأتراك والمغاربة.

ولما كان يوم الخميس لأربع عشرة بقيت من شهر ربيع الآخر خلَع على أبي الساج خمس خِلَع، وعلى ابن فراشة أربع خِلع، وعلى يحيى بن حفص حبُوس ثلاث خلع، وعسكر أبو الساج في سوق الثلاثاء، وأعطِيَ الجند بغالًا من بغال السلطان يُحمل عليها الرّجالة، وحوّل مزاحم بن خاقان من باب حَرْب إلى باب السلامة، وصار مكان مزاحم خالد بن عمران الطائيّ الموصليّ.

وذكر أن أبا السّاج لما أمره ابن طاهر بالشخوص قال له: أيّها الأمير، عندي مشورة أشير بها، قال: قل يا أبا جعفر؛ فإنك غير متَّهم، قال: إن كنت تريد أن تجادّ هؤلاء القوم فالرأي لك ألَّا تفارق قوّادك ولا تفرّقهم، واجمعهم حتى تفضّ هذا العسكر المقيم بإزائك؛ فإنك إذا فرغت من هؤلاء فما أقدرك على من وراءك؛ فقال: إنّ لي تدبيرًا، ويكفي إن شاء. فقال أبو الساج: السمع والطاعة؛ ومضى لما أمِر به.

وذكر أن المعتزّ كتب إلى أبي أحمد يلومه للتقصير في قتال أهل بغداد، فكتب إليه:

<<  <  ج: ص:  >  >>