أَمْسَى بكَ الناسُ بعد الضِّيق في سَعَةٍ ... واللهُ يَجعلُ بعد الضِّيق مُتَّسَعَا
واللهُ يدفعُ عنك السّوءَ من مَلكٍ ... فإِنه بكَ عنَّا السوءَ قد دَفَعَا
ما ضاع مدحي ولا ضاعِ اصطناعُك لي ... وقد وَجَدْتُ بحمد اللهِ مُصْطَنعا
فاردُدْ عليَّ بنجدٍ ضيْعة قبِضَتْ ... فإِنَّ مِثلكَ مثلي يُقطِعُ الضيَعا
فإِنْ رَدَدْتَ إِمام العَدْلِ غَلَّتَها ... فاللهُ آنُفَ حُسَّادي بِه جَدَعَا
وقال يمدح المعتزّ بعد خلع المستعين:
قد عادَتِ الدنيا إلى حَالِهَا ... وسَرَّنا اللهُ بإِقبالِها
دنيا بك - رَحِمَهُ اللهُ - كفى أَهلها ... ما كان من شِدَّة أَهوالِها
وكان قد ملَكَها جاهِلٌ ... لا تَصلُحُ الدُّنيا لجُهَّالِهَا
قد كانتِ الدنيا به قُفِّلَتْ ... فكنتَ مِفتاحًا لأَقفالِهَا
إِنَّ التي فُزتَ بها دُونَهُ ... عادَتْ إلى أحسَنِ أحوالِهَا
خلافةٌ كنتَ حقيقًا بها ... فضَّلكَ اللهُ بِسِرْبالها
فردَّه اللهُ إلى حالِه ... وردّها اللهُ إلى حالِهَا
ولم تكن أَوَّلَ عاريَّة ... رُدّتْ على رغْم إلى آلها
واللهِ لو كان على قريةٍ ... ما كان يُجزِي بعضَ أَعمالها
أدخلَ في الملكِ يدًا رعدَةً ... أخرجَها من بعدِ إِدخالها
بَدَّلنا اللهُ به سيِّدًا ... أسكَنَ دُنيا بعد زلزالها
بُدِّلَتِ الأُمَّةُ هذا بذَا ... كأنَّها في وقتِ دَجَّالِها
وقامَ بالمُلكِ وأَثقالِه ... وقام بالحربِ وأَثقالها
أَبْطلَ ما كان العِدَا أَمَّلوا ... رَمْيُكَ بالخيل وأبطالِهَا
تُعمِلُ خَيْلًا طالَما نجحَتْ ... ما عَمِلَتْ خيلٌ كأعمالها
وقال الوليد بن عبيد البحتريّ في خلع المستعين ومدح المعتز:
أَلا هل أتاها أَنَّ مُظْلِمَةَ الدُّجى ... تَجلَّتْ وأَن العيشَ سُهّلَ جانبُهْ
وأَنَّا ردَدْنا المُستَعارَ مُذَمَّمًا ... على أَهلِهِ واستأْنَفَ الحق صاحبُهْ
عجبتُ لهذا الدّهر أعيَتْ صرُوفُه ... وما الدّهرُ إِلا صرْفُه وعجائبهُ
متى أَمَّلَ الدَّيّاك أن يُصطفى لَهُ ... عُرَى التَّاج أو يُثْنى عليه عصائِبُهْ
وكيف ادَّعى حقَّ الخلافةِ غاصبٌ ... حَوَى دونه إِرثَ النبيِّ أقَاربُه