للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سليمان خيل بني شيبان قدّم أصحابه أجمعين إلّا عمير بن عمار فإنه انفرد، فظفرت به بنو شيبان فقتلوه، وحملوا رأسه، وانصرفوا.

وانتهى الخبر إلى الخبيث، فعظُم عليه قتل عُمير، وحمل سليمان إلى الخبيث ما كان أصاب من بلد محمد بن عليّ بن حبيب؛ وذلك في آخر رجب من هذه السنة، فلما كان في شعبان نهض سليمان في جَمْع من أصحابه؛ حتى وافى قرية حسان، وبها يومئذ قائد من قوّاد السلطان يقال له: جيْش ابن حمرتكين، فأوقع به، فأجفل عنه، وظفر بالقرية فانتهبها، وأحرق فيها وأخذ خيلًا، وعاد إلى عسكره، ثم خرج لعشر خلوْن من شعبان إلى الحوانيت وأصعد الجبائيّ في السميريّات إلى برمساور؛ فوجد هنالك صلاغًا فيها خيل من خيل جُعلان، كان أراد أن يوافي بها نهر أبان، وقد كان خرج إلى ما هناك متصيّدًا، فأوقع الجبائيّ بتلك الصلاغ، فقتل مَنْ فيها، وأخذ الخيل - وكانت اثني عشر فرسًا - وعاد إلى طَهيثا، ثم نهض سليمان إلى تلّ رمانا، لثلاث بقين من شعبان فأوقع بها، وجلا عنها أهلها، وحاز ما كان فيها، ثم رجع إلى عسكره، ونهض لعشر ليال خَلْون من شهر رمضان إلى الموضع المعروف بالجازرة، وأبَّا يومئذ هناك، وجُعْلان بمازروان.

وقد كان سليمان كتب إلى الخبيث في التوجيه إليه بالشّذَا، فوجّه إليه عشر شذوات، مع رجل من أهل عبَّادان يقال له الصقر بن الحسين، فلمّا وافى سليمان الصقر بالشَّذا أظهر أنه يريد جُعْلان وبادرت الأخبار إلى جُعْلان بأن سليمان يريد موافاته؛ فكانت همّته ضبط عسكره، فلما قَرُب سليمان من موضع أبّا مال إليه، فأوقع به، وألفاه غارًّا بمجيئه، فنال حاجته، وأصاب ستّ شذَوات.

قال محمد بن الحسن: قال جبّاس: كانت الشَّذَوات ثمانية، وجدها في عسكره، وأحرق شذاتين كانتَا على الشطّ، وأصاب خيلًا وسلاحًا وأسلابًا، وانصرف إلى عسكره، ثم أظهر أنه يريد قصد تكين البخاريّ، وأعدّ مع الجبائيّ وجعفر بن أحمد خال ابن الخبيث الملعون المعروف بأنكلاي سفنًا، فلما وافت السفن عسكر جُعْلان؛ نهض إليها، فأوقع بها، وحازها وأوقع سليمان من جهة البرّ، فهزمه إلى الرُّصافة، واسترجع سفنه، وحاز سبعة وعشرين فرسًا ومهرين من خيل جُعْلان وثلاثة أبغل، وأصاب نهبًا كثيرًا وسلاحًا، ورجع إلى طَهيثا.

<<  <  ج: ص:  >  >>