للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٨٢ - ثمَّ قال: مَنْ رجل يخرج بنا على طريق غير طريقهم التي هم بها؟ فحدّثنا ابنُ حُميد، قال: حدَّثنا سلمة، عنِ ابن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر، أنّ رجلًا من أسْلم قال: أنا يا رسولَ الله، قال: فسلك بهم على طريق وَعْرٍ حَزْن بين شعَاب، فلما أن خرجوا منه - وقد شقّ ذلك على المسلمين، وأفضَوْا إلى أرض سَهْلة عند منقطع الوادي - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للناس: قولوا: نستغفر الله ونتوب إليه. ففعلوا. فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: والله إنها للحِطّة التي عُرضَتْ علي بني إسرائيل فلم يقولوها (١). (٢: ٦٢٣).


= عشرة مئة من أصحابه فلما أتى ذا الحليفة قلد الهدي وأشعره وأحرم منها بعمرة وبعث عينًا له من خزاعة وسار النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى كان بغدير الأشطاط أتاه عينه قال إن قريشًا جمعوا لك جموعًا وقد جمعوا لك الأحابيش وهم مقاتلوك وصادوك عن البيت ومانعوك فقال: أشيروا أيها الناس عليَّ أترون أن أميل إلى عيالهم وذراري هؤلاء الذين يريدون أن يصدونا عن البيت فإن يأتونا كان الله عَزَّ وَجَلَّ قد قطع عينًا من المشركين وإلا تركناهم محروبين قال أبو بكر: يا رسول الله خرجت عامدًا لهذا البيت لا تريد قتل أحد ولا حرب أحد فتوجه له فمن صدنا عنه قاتلناه قال: امضوا على اسم الله. (صحيح البخاري / كتاب المغازي / باب ٣٥ / ح ٤١٧٨ - ٤١٧٩).
- أقوال العلماء في عدد أفراد الجيش المسلم:
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: والجمع بين هذا الاختلاف أنهم كانوا أكثر من ألف وأربعمئة فمن قال: ألفًا وخمسمئة جبر الكسر ومن قال: ألفًا وأربعمئة ألغاه ويؤيده قوله في الرواية الثالثة من حديث البراء وألفًا وأربعمئة أو أكثر واعتمده النوويّ.
وأما البيهقي فمال إلى الترجيح وقال: إن رواية من قال ألف وأربعمئة أصح (فتح الباري ٧/ ٤٤١).
وأما من المعاصرين فقد قال المؤرخ العمري: وبلغ عدد المسلمين في الحديبية ألفًا وأربعمئة رجل، ذكر ذلك شهود العيان من الصحابة وهم جابر بن عبد الله والبراء بن عازب ومعقل بن يسار وسلمة بن الأكوع والمسيب بن حزن.
وقال جابر في رواية: أنهم ألف وخمسمئة، وقال الصحابي عبد الله بن أبي أوفى أنهم ألف وثلاثمئة.
واتفاق خمسة من شهود العيان على أنهم ألف وأربعمئة أولى من سواه من الأقوال فهو أصح الصحيح وإن كان الجمع ليس بمتعذر والاختلاف ليس بكبير / السيرة النبوية (٢/ ٤٣٥).
(١) إسناده ضعيف ولكن أخرج البزار (كشف الأستار / ح ١٨١٢): عن أبي سعيد الخدري أنَّه قال:
خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى إذا كنا بعسفان قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن عيون المشركين الآن على ضجنان فأيكم يعرف طريق ذات الحنظل؟ " فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أمسى: "هل =

<<  <  ج: ص:  >  >>