وكتب إلى عمر بن عبد العزيز بن أبي دُلف يطلب منه جوهرًا كان عنده، فوجّه به إليه، وتنحّى من بين يديه.
وفيها أطلِق لؤلؤ غلام ابن طولون بعد خروج المعتضد، وحُمِل على دوابّ وبغال.
وفيها وجِّهَ يوسف بن أبي الساج إلى الصَّيْمرة مددًا لفتح القلانسيّ، فهرب يوسف بن أبي الساج بمَنْ أطاعه إلى أخيه محمد بالمراغة، ولقي مالًا للسلطان في طريقه فأخذه، فقال في ذلك عبيد الله بن عبد الله بن طاِهر:
إمامَ الهدى أنصارُكم آلُ طاهرٍ ... بلا سبب يُجفوْنَ والدهْرُ يَذهبُ
وقد خَلطوا صَبرًا بشُكر ورابطوا ... وغيرُهُمُ يُعطَى ويُجبَى ويَهرُبُ
وفيها وُجِّه المعتضد الوزير عبيد الله بن سليمان إلى الريّ إلى أبي محمد ابنه.
* * *
وفيها وجّه محمد بن زيد العَلَويّ من طَبَرِستان إلى محمد بن ورد العطار باثنين وثلاثين ألف دينار، ليفرّقها على أهله ببغداد والكوفة؛ ومكة والمدينة، فسُعِي بِه، فأحضر دار بدر، وسُئل عن ذلك، فذكر أن يوجّه إليه في كلّ سنة بمثل هذا المال، فيفرّقه على مَنْ يأمره بالتّفرقة عليه من أهله، فأعلم بدر المعتضد ذلك، وأعلمه أن الرجل في يديه والمال، واستطلع رأيه وما يأمر به.
فذكر عن أبي عبد الله الحسنيّ أنّ المعتضد قال لبدر: يا بدر، أما تذكر الرؤيا التي خبرّتك بها؟ فقال: لا يا أمير المؤمنين، فقال: ألا تذكر أنّي حدّثتك أنّ الناصر دعاني، فقال لي: اعلم أنّ هذا الأمر سيصير إليك، فانظر كيف تكون مع آل عليّ بن أبي طالب! ثم قال: رأيتُ في النوم كأني خارج من بغداد أريد ناحية النهروان في جيشي، وقد تشوّف الناس إليّ، إذ مررتُ برجل واقف على تلّ يصلي، لا يلتفت إليّ، فعجبت منه ومن قلة اكتراثه بعسكري، مع تشوّف الناس إلى العسكر، فأقبلتُ إليه حتى وقفت بين يديه، فلما فرغ من صَلاته قال لي: أقبل، فأقبلتُ إليه، فقال: أتعرفني؟ قلت: لا، قال: أنا عليّ بن أبي طالب؛ خذ هذه المِسْحاة، فاضرب بها الأرض - لمِسحاة بين يديه - فأخذتها فضربت بها ضربات، فقال لي: إنه سيلي من ولدك هذا الأمر بقدر ما ضربت بها، فأوصِهم