للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإنكم ما أطعتم خلفاءَ الله وأئمة الهدى على سبيل الإيمان والتقوى؛ فأمير المؤمنين يستعصم الله لكم، ويسأله توفيقكم، ويرغب إلى الله في هدايتكم لرشدكم، وفي حفظ دينه عليكم؛ حتى تلقوه به مستحقين طاعته، مستحقين لرحمته، والله حسْب أمير المؤمنين فيكم، وعليه توكله، وبالله على ما قلَّده من أموركم استعانتُه، ولا حول لأمير المؤمنين ولا قوة إلا بالله والسلام عليكم.

وكتب أبو القاسم عبيد الله بن سليمان في سنة أربع وثمانين ومئتين.

وذكر: أن عبيد الله بن سليمان أحضر يوسف بن يعقوب القاضي، وأمره أن يُعمل الحيلة في إبطال ما عزم عليه المعتضد؛ فمضى يوسف بن يعقوب، فكلّم المعتضد في ذلك، وقال له: يا أمير المؤمنين؛ إني أخاف أن تضطرب العامة، ويكون منها عند سماعها هذا الكتاب حركة! فقال: إن تحركت العامة أو نطقت وضعتُ سيفي فيها. فقال: يا أميرَ المؤمنين، فما تصنع بالطالبيِّين الَّذين هم في كل ناحية يخرجون، ويميلُ إليهم كثير من الناس لقرابتهم من الرسول ومآثرهم؛ وفي هذا الكتاب إطراؤهم، أو كما قال، وإذا سمع الناس هذا كانوا إليهم أميَل، وكانوا هم أبسط ألسنة، وأثبت حجة منهم اليوم، فأمسك المعتضد فلم يردّ عليه جوابًا، ولم يأمر في الكتاب بعده بشيء (١).


(١) هذا خبر باطل متنًا وسندًا - فقد:
١ - ذكره الطبري بلا إسناد وهذا أمر في غاية الخطورة ولو كان صحيحًا لتناقله العلماء والرواة في ذلك العصر وما أكثرهم.
٢ - ومما يكشف زيف هذا الخبر ما جاء في أوله من أن المعتضد أمر بإخراج الكتاب الذي كان المأمون أمر بإنشائه بلعن معاوية فأخرج له من الديوان. اهـ.
ومثل هذا لم يقع البتة من المأمون وحتى الروايات الضعيفة لم تذكر هذا الكتاب عن المأمون علمًا بأن المأمون كان من علماء عصره فقد اهتم بتدوين العلوم المختلفة فكيف لم يذكر التاريخ شيئًا عن كتابه هذا في عهده حتى مرّ على وفاته أكثر من قرن من الزمان؟ !
٣ - إن قراءة متأنيةً لمضمون هذه الرسالة تؤكد أن الذي كتبه صاحب بدعة مُغالٍ في بعضه لأصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم يدع خبرًا منكرًا في ذم سيدنا معاوية إلا وذكره هنا أضف إلى ذلك تفسير الآيات القرآنية تفسيرًا باطلًا لم يذكره كتاب من كتب التفسير المعتمدة عند أهل السنة والجماعة وهي أحاديث باطلة في ذم معاوية كما قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى [البداية والنهاية ٨/ ٢٦٠] سوى حديث واحد هو قوله عليه الصلاة والسلام لا أشبع الله بطنه - فذلك من مناقبه فلو تذكرنا سبب ورود هذا الحديث لعلمنا أنَّه - رضي الله عنه - كان من كتاب الحديث =

<<  <  ج: ص:  >  >>