للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي يوم الجمعة لأربع عشرة بقيت من رجب منها شخص جعفر بن بَغلاغز إلى عمرو بن الليث الصفار وهو بنيسابور بخِلَع ولواء لولايته على الريّ وهدايا من قبَل المعتضد.

وفي هذه السنة لحق بكر بن عبد العزيز بن أبي دُلف بمحمد بن زيد العَلَوِيّ بطبرستان، فأقام بدر وعبيد الله بن سليمان ينتظران أمرَ بكر إلامَ يؤول وعلى إصلاح الجبل.

وفيها - فيما ذكر - فُتِحت من بلاد الروم قرّة، على يد راغب مولى الموفق وابن كلوب، وذلك في يوم الجمعة من رجب.

وفي ليلة الأربعاء لاثنتي عشرة خلت من شعبان - أو ليلة الخميس فيما ذكر - ظهر شخص إنسان في يده سيف في دار المعتضد بالثرَيَّا، فمضى إليه بعض الخدم لينظر ما هو، فضربه الشخص بالسَّيف ضربة قطع بها منطقته، ووصل السيف إلى بدن الخادم، ورجع الخادم منصرفًا عنه هاربًا، ودخل الشخص في زرع في البستان، فتوارى فيه، فطُلب باقي ليلته ومن غد، فلم يوقف له على أثر، فاستوحش المعتضد لذلك، وكثَّر الناس في أمره رجمًا بالظنون، حتى قالوا: إنه من الجنّ، ثمَّ عاد هذا الشخص للظهور بعد ذلك مرارًا كثيرة، حتى وكّل المعتضد بسور داره، وأحكم السور ورأسه، وجعل عليه كالبرابخ؛ لئلا يقع عليه الكُلَّاب إن رُمِيَ به، وجيء باللصوص من الحبس ونوظروا في ذلك، وهل يمكن أحد الدخول إليه بنقب أو تسلُّق.


= وقد قال عليه الصلاة والسلام هذا القول (أو الدعاء) في حقه لمّا تأخر عن المجيء يومًا من الأيام لكتابة الآيات القرآنية المنزلة.
أضف إلى ذلك فإن الرسول عليه الصلاة والسلام قد طلب من الله سبحانه وتعالى أن يجعل ما دعا به على أحدٍ من أصحابه (يومًا ما) بركة وخيرًا ويبدله بالفضل والنعمة (معنى قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لا لفظه) وهذا يعني أن هذا الدعاء عاد بركة على سيدنا معاوية - رضي الله عنه - وثالثًا فإن عدم الشيع من صفات الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم فهم لا يشبعون إذا أكلوا والسعيد من قلّدهم وسار على طريقتهم وسنتهم في أمور الحياة كلها - ألا رضي الله عن سيدنا معاوية الذي بايعه المسلمون جميعًا عام الجماعة وكان قبلها كاتبًا للوحي وقائدًا فاتحًا أيام الخلافة الراشدة وخليفة للمسلمين عقدين من الزمان.

<<  <  ج: ص:  >  >>