للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محمَّد بن عبد الله، قال لعليّ - عليه السلام -: امْح "رسولَ الله"، قال: لا والله لا أمحاك أبدًا، فأخذه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وليس يُحسِن يكتب - فكتب مكان "رسول الله" "محمَّد" فكتب: "هذا ما قاضى عليه محمَّد، لا يدخل مكة بالسلاح إلا السيوف في القراب، ولا يخرج من أهلها بأحد أراد أن يتّبعه، ولا يمنع أحدًا من أصحابه أراد أن يقيم بها". فلما دخلها ومضَى الأجل، أتْوا عليًّا عليه السلام، فقالوا له: قل لصاحبك: اخرجْ عنّا فقد مضى الأجل، فخرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - (١). (٢: ٦٣٦/ ٦٣٧).

١٩٦ - حدَّثنا محمَّد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا محمَّد بن ثور، عن معمَر، عن الزهريّ، عن عروة بن الزبير، عن المِسْور بن مخرمة. وحدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدَّثنا يحيى بن سعيد، قال: حدَّثنا عبد الله بن المبارك، قال: حدَّثنا معمَر، عن الزّهريّ، عن عُرْوَة، عن المِسْور بن مَخْرمة ومرْوان بن الحكَم في قصة الحديبيَة: فلما فرغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قضيّته قال لأصحابه: قوموا فانحرُوا، ثمَّ احلِقُوا. قال: هو الله ما قام منهم رجلٌ حتى قال ذلك ثلاث مرّات؛ فلمّا لم يقمْ منهم أحد، قام فدخلَ على أمّ سلَمة، فذكر لها


(١) حديث براء هنا حديث صحيح أخرجه البخاري في صحيحه (كتاب الصلح) ولفظه: (اعتمر النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذي القعدة فأبى أهل مكة أن يَدعُوه يدخل مكة، حتى قاضاهم على أن يقيم بها ثلاثة أيام فلما كتبوا الكتاب كتبوا: هذا ما قاضى عليه محمَّد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: لا نقرُّ بها. فلو نعلم أنك رسول الله ما منعناك لكن اكتب محمَّد بن عبد الله، قال: أنا رسول الله وأنا محمَّد بن عبد الله، ثمَّ قال لعليّ: امح رسول الله قال: والله لا أمحوك أبدًا فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الكتاب فكتب هذا ما قاضى عليه محمَّد بن عبد الله، لا يدخل مكة سلاح إلا في القراب وأن لا يخرج من أهلها بأحدٍ إن أراد أن يتبعه وأن لا يمنع أحدًا من أصحابه أراد أن يقيم بها فلما دخل ومضى الأجل أتوا عليًّا فقالوا: قل لصاحبك أخرج عنا فقد مضى الأجل، فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - فتبعتهم ابنة حمزة: يا عمّ يا عمّ فتناولها عليّ فأخذ بيدها وقال لفاطمة عليها السلام: دونك ابنة عمك احمليها، فاختصم فيها عليّ وزيد وجعفر، فقال علي: أنا أحق بها وهي ابنة عمي، وقال جعفر: ابنة عمي وخالتها تحتي، وقال زيد: ابنة أخي.
فقضى بها النبي - صلى الله عليه وسلم - لخالتها وقال: الخالة بمنزلة الأم، وقال لعليّ: أنت مني وأنا منك. وقال لجعفر: أشبهت خلقي وخُلقي. وقال لزيد: أنت أخبرنا ومولانا).
والحديث أخرجه مسلم في صحيحه (باب صلح الحديبية / ح ١٧٨٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>