للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما لقَي من الناس، فقالت له أمّ سلمة: يا نبيّ الله، أتحبّ ذلك! أخرج ثم لا تكلّم أحدًا منهم كلمة حتى تنحر بَدَنَتَك؛ وتدعوَ حالِقك فيحلقك؛ فقام فخرج فلم يكلّم أحدًا منهم كلمة حتى فعل ذلك؛ نحو بدَنته ودعا حالِقه فحلقه. فلمّا رأوْا ذلك قاموا فنحرُوا؛ وجعل بعضهم يحلِق بعضًا؛ حتى كاد بعضهم يقتل بعضًا غَمًّا (١). (٢: ٦٣٧).

١٩٧ - حدثنا ابن حُميد، قال: حدَّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: حدّثني عبد الله بن أبي نَجِيح، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: حلَق رجالٌ يوم الحديبية، وقصَّر آخرون؛ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: يرحم الله المحلِّقين، قالوا: والمقصِّرين يا رسول الله؟ قال: يرحم الله المحلّقين، قالوا: والمقصِّرين يا رسول الله؟ قال: يرحم الله المحلّقِين، قالوا: يا رسولَ الله: والمقصِّرين؟ قال: والمقصِّرين؛ قالوا: يا رسولَ الله؛ فلِمَ ظاهرتَ الترحُّم للمحلّقين دون المقصِّرين؟ قال: لأنهم لم يشكُّوا (٢). (٢/ ٦٣٧).

١٩٨ - حدَّثنا ابن حُميد قال: حدَّثنا سلَمة، عن أبان بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي نَجيح، عن مجاهد، عن ابن عبّاس، قال: أهدى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -


(١) إسناده صحيح والحديث جزء من الحديث الطويل الذي أخرجه البخاري في صحيحه كما ذكرنا سابقًا (في كتاب الشروط من حديث المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم ح / ٢٧٣١) وقد ذكرنا الحديث بطوله سابقًا والله أعلم.
ولقد ذكر البخاري بعض شروط الصلح من حديث البراء (ح / ٢٧٠٠) ومسلم (ح / ١٧٨٣) ومن حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - عند البخاري كذلك (ح / ٢٧٠١).
أما الإمام أحمد فقد ذكر جميع الشروط في رواية واحدة وذلك من حديث المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم. وانظر صحيح ابن حبَّان (ح ١٦٩٦) والمطالب العالية (٢٠٦٤، ٤٣٤٧) والله تعالى أعلم.
(٢) إسناد الطبري إلى ابن إسحاق ضعيف ولكن أخرجه ابن هشام في السيرة النبوية من طريق ابن إسحاق قال: فحدثني عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس وهذا إسناد حسن ولقد أخرج البخاري في صحيحه (كتاب الحج / باب الحلق والتقصير).
(عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: اللهم اغفر للمحلقين. قالوا: وللمقصرين. قال: اللهم اغفر للمحلقين. قالوا: وللمقصرين. قالها ثلاثًا. قال: وللمقصرين).
ورواه مسلم (كتاب الحج / باب تفضيل الحلق) وغيرهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>