والحديث أخرجه ابن هشام في السيرة وأبو داود في سننه (كتاب المناسك / باب في الهدي) من طريق ابن إسحاق كما عند الطبري والله تعالى أعلم. (٢) هكذا ذكر الطبري قول الزهري الإمام رحمه الله، وكذلك نسب ابن هشام هذا الكلام والتعليق النفيس إلى الإمام الزهري رحمه الله - ولقد أيد ابن هشام رحمه الله قول الزهري هذا فقال معقبًا: والدليل على قول الزهري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج إلى الحديبية في ألف وأربعمئة في قول جابر بن عبد الله، ثمَّ خرج عام فتح مكة بعد ذلك بسنتين في عشرة آلاف. أهـ. قلنا (المحققان): ولا غرابة في قول الزهري وتأييد ابن هشام له بل هكذا كان يعدّ الصحابة بعد ذلك يوم الحديبية فتحًا عظيمًا وبابًا واسعًا لانتصار الإِسلام. ولقد أخرج البخاري في صحيحه. (كتاب المغازي / باب غزوة الحديبية / ح ٤١٥٠) حديثًا عن البراء بن عازب - رضي الله عنهما - قال: (تعدّون أنتم الفتح فتح مكة وقد كان فتح مكة فتحًا ونحن نعدّ الفتح: بيعة الرضوان يوم الحديبية). . . .. إلى آخر الحديث.