للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢١٤ - حدَّثنا أبو كُرَيب، قال: حدَّثنا يونس بن بكير، قال: حدَّثنا المسيّب بن مسلم الأوديّ، قال: حدَّثنا عبد الله بن بُرَيدة، عن أبيه، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ربما أخذته الشَّقيقة، فيلبث اليوم واليومين لا يخرج. فلمّا نزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيبر أخذته الشقيقة فلم يخرج إلى الناس. وإن أبا بكر أخذ رايةَ


= رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال يوم خيبر: لأعطين هذه الراية غدًا رجلًا يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. قال: فبات الناس يدُوكون ليلتهم أيهم يعطاها فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلهم يرجو أن يعطاها. فقال: أين علي بن أبي طالب. فقيل: هو يا رسول الله يشتكي عينيه قال: فأرسلوا إليه فأتي به فبصق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية فقال علي: يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثمَّ ادعهم إلى الإِسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فوالله لأنَّ يهدي الله بك رجلًا واحدًا خيرٌ لك من أن يكون لك حمر النعم.
والحديث أخرجه أحمد في المسند (٥/ ٣٣٣) ومسلم (باب فضائل علي ح ٢٤٠٦) وكلاهما من حديث سهل والله تعالى أعلم.
وفي رواية مسلم: (فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها).
وأخرج مسلم في صحيحه (كتاب الجهاد والسير / باب غزوة ذي قرد / ح ١٨٠٧) حديثًا طويلًا عن سلمة بن الأكوع قال:
قدمنا الحديبية مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. . . الحديث. وفي آخره:
قال: فأتيت عليًّا فجئت به أقوده وهو أرمد، حتى أتيت به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبصق في عينيه فبرأ وأعطاه الراية وخرج مرحب فقال:
قد علمت خيبر أني مرحب ... شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الحروب أقبلت تلهب
فقال علي:
أنا الذي سمتني أمي حيدرة ... كليث غابات كريه المنظرة
أوفيهم بالصاع كيل السندرة
قال: فضرب رأس مرحب فقتله، ثمَّ كان الفتح على يديه.
قلنا: لذا فإن الخبر الأخير من رواية الطبري (وإن كان من طريق ميمون) فصحيح من قوله: (فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لأعطين اللواء غدًا رجلًا بحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، فلما كان من الغد تطاول لها أبو بكر وعمر فدعا عليًّا - عليه السلام - وهو أرمد فتفل في عينيه وأعطاه اللواء ونهض معه من الناس من نهض قال: فلقي أهل خيبر فإذا مرحب. . . إلى آخر الحديث).

<<  <  ج: ص:  >  >>