للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا أبا سفيان! ألم يأن لك أن تعلَم أن لا إله إلا الله! فقال: بأبي أنت وأمّي، ما أوصلك وأحلمك وأكرمك! والله لقد ظننتُ أن لو كان مع الله غيره لقد أغني عنّي شيئًا، فقال: ويحك يا أبا سفيان! ألم يأنِ لك أن تعلم أنّي رسول الله! فقال؛ بأبي أنت وأمي ما أوصلك وأحلمك وأكرمك! أمّا هذه ففي النفس منها شيء! فقال العباس: فقلت له: ويلك! تشهّدْ شهادة الحق قبل والله أن تُضرب عنقك؛ قال: فتشهد.

قال: فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - للعباس حين تشهّد أبو سفيان: انصرف يا عباس فاحبسه عند خَطْم الجبل بمضيق الوادي، حتى تمرّ عليه جنود الله، فقلت له: يا رسولَ الله، إنّ أبا سفيان رجلٌ يحبّ الفخر، فاجعل له شيئًا يكون في قومه. فقال: نَعمْ؛ مَنْ دخل دارَ أبي سفيان فهو آمِنٌ، ومَنْ دخلَ المسجد فهو آمنٌ، ومَنْ أغلق عليه بابه فهو آمنٌ فخرجت حتى حبستُه عند خَطْم الجبل بمضيق الوادي؛ فمرَّت عليه القبائل، فيقول: مَنْ هؤلاء يا عباس؟ فأقول: سليم، فيقول: ما لي ولسليم! فتمرّ به قبيلة، فيقول: مَنْ هؤلاء؛ فأقول: أسلم، فيقولْ ما لي ولأسلم! وتمرّ جُهينة، فيقول: ما لي ولجهينة! حتى مَرّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الخضراء؛ كتيبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من المهاجرين والأنصار في الحديد؛ لا يُري منهم إلا الحَدَق، فقال: مَنْ هؤلاء يا أبا الفضل؟ فقلت: هذا رسول الله في المهاجرين والأنصار؛ فقال: يا أبا الفضل، لقد أصبح مُلكُ ابن أخيك عظيمًا. فقلت: ويحك إنها النبوّة! فقال: نعم إذًا، فقلتُ: الحق الآن بقومك فحذِّرهم؛ فخرج سريعًا حتى أتي مكة، فصرخ في المسجد: يا معشرَ قريش، هذا محمد قد جاءكم بما لا قِبَلَ لكم به! قالوا: فمَهْ! فقال: مَنْ دخل داري فهو آمن، فقالوا: ويحك! وما تُغني عَنّا دارك! فقال: ومَنْ دخل المسجد فهو آمن، ومَنْ أغلق عليه بابه فهو آمن (١). (٣: ٥٢/ ٥٣ / ٥٤).


(١) إسناده ضعيف بسبب حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس إلا أن الطبراني روي عن ابن عباس قال: ثم مضي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واستعمل علي المدينة أبا رهم كلثوم بن الحصين الغفاري وخرج لعشر مضين من رمضان فصام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصام الناس معه.
حتى إذا كان بالكديد -ماء بين عُسفان وأمج- فطر ثم مضي حتى نزل مر الظهران في عشرة آلاف من المسلمين وألف من مزينة سليم، وفي كل القبائل عدد وإسلام وأوعب مع =

<<  <  ج: ص:  >  >>