(١) حديث أبي سعيد هذا أخرجه الحاكم في المستدرك من طريق ابن إسحاق هذا وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي (المستدرك مع التلخيص ٣/ ١٣٤) والحديث أخرجه أحمد (٣/ ٨٦) والله أعلم. وأخرج أحمد في مسنده (٩ / ح ٢٣٠٠٦) من حديث بريدة قال: (غزوت مع عليّ اليمن فرأيت منه جفوة فلما قدمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكرت عليًّا فتنقصته فرأيت وجه رسول الله يتغيَّر فقال: (يا بريدة ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم) قلت: بلى يا رسول الله. قال: من كنت مولاه فعليٌّ مولاه) وذكره الحافظ ابن كثير ثم قال: وكذا رواه النسائي عن أبي داود الحراني عن أبي نعيم الفضل بن دكين عن عبد الملك بن أبي غنية بإسناده نحوه. وهذا إسناد جيد قوي، رجاله كلهم ثقات (البداية والنهاية ٤/ ١٦٨) ولقد ذكر الحافظ ابن كثير روايات عدة حول هذه المسألة وقوله عليه الصلاة والسلام: (من كنت مولاه فعلي مولاه) وتكلم عن أسانيدها. قلنا: ولا حجة لأهل البدع في هذه الأحاديث للطعن في خلافة سيدنا أبي بكر وأنه اغتصب حق سيدنا علي حاشا لخلفاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يفعلوا ذلك وإنما قال - صلى الله عليه وسلم - ما قال: بسبب شكوى بعض الناس القادمين من اليمن وتشكيهم من معاملة أمير المؤمنين علي رضي الله عنه وإلّا فإنه عليه الصلاة والسلام قدم أبا بكر يصلي في الناس في مرضه الذي توفي فيه وأنه - صلى الله عليه وسلم - قد أشار بوضوح إلى أحقية أبي بكر في الخلافة. كما أخرج البخاري (فضائل الصحابة / ح ٣٦٥٩) عن جبير بن مطعم أن امرأة سألت رسول الله شيئًا فأمرها أن ترجع إليه فقالت: يا رسول الله؟ أرأيت إن جئت فلم أجدك قال أبي: كأنها تعني الموت قال: فإن لم تجديني فائتي أبا بكر). والحديث أخرجه مسلم (فضائل الصحابة / ح ٢٣٨٦) والله تعالى أعلم.