وأخرج ابن ماجه (١ / ح ١٥٥٧) من طريق المبارك بن فضالة حدثني حميد الطويل عن أنس بن مالك قال: لما توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان بالمدينة رجل يلحد وآخر يضرح فقالوا نستخير ربنا ونبعث إليهما فأيهما سبق تركناه فأرسل إليهما فسبق صاحب اللحد فلحدوا للنبي - صلى الله عليه وسلم -. وقال في الزوائد: في إسناده مبارك بن فضالة وثقه الجمهور وصرّح بالتحديث فزالت تهمة تدليسه وباقي رجال الإسناد ثقات فالإسناد صحيح وأخرج (١ / ح ١٥٥٨) عن عائشة رضي الله عنها قالت: لما مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اختلفوا في اللحد والشق حتى تكلموا في ذلك وارتفعت أصواتهم فقال عمر: لا تصخبوا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حيًّا ولا ميتًا أو كلمة نحوها. فأرسلوا إلى الشقاق واللاحد جميعًا فجاء اللاحد فلحد لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم دفن. وقال في الزوائد: هذا إسناد صحيح ورجاله ثقات. اهـ. وأخرج الإمام مالك في موطئه (ح ٥٥٤ / كتاب الجنائز) عن هشام بن عروة عن أبيه مرسلًا: كان بالمدينة حفاران فلما مات النبي - صلى الله عليه وسلم - قالوا: أين ندفنه فقال أبو بكر: في المكان الذي مات فيه، وكان أحدهما يلحد والآخر يشق فجاء الذي يلحد فلحد للنبي - صلى الله عليه وسلم -. وأخرجه الحافظ أبو بكر بن أبي الدنيا موصولًا عن عروة عن عائشة رضي الله عنها كما في البداية والنهاية (٤/ ٢١). وأخرج الترمذي (كتاب الجنائز ح ١٠٢٠) عن عائشة رضي الله عنها قالت: لما قبض النبي - صلى الله عليه وسلم - اختلفوا في دفنه فقال أبو بكر: سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئًا ما نسيته قال: ما قبض الله نبيًّا إلا في الموضع الذي يجب أن يدفن فيه! ادفنوه في موضع فراشه. وأخرج البيهقي في الدلائل (٧/ ٢٦٠) عن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله قال: لما مات رسول الله اختلفوا في دفنه .... الحديث وفيه: فقال أبو بكر: ما قبض الله نبيًّا إلا دفن حيث قبض. وهذا إسناد مرسل وللحديث شواهد ذكرها الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (٤/ ٢١ - ٢٢) والله تعالى أعلم. (١) في إسناده فاطمة بنت عمارة لم نجد لها ترجمة ولكن أخرج أحمد (٦/ ١١٠) عن عائشة =