للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ - حدَّثنا ابن حُميد، قال: حدَّثنا سلَمة عن محمد بن إسحاق، عن الزُّهريّ، عن عروة بن الزبير، قال: إن أحدَ الرجُلين اللذين لقوا من الأنصار حين ذهبوا إلى السقيفة عُوَيم بن ساعدة، والآخر معْنُ بن عديّ؛ أخو بني العجلان، فأمَّا عُويم بن ساعدة فهو الذي بلَعنا: أنه قيل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: مَن الذين قال الله لهم: {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهّرِينَ}؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "نعم المرء منهم عُويم بن ساعدة! " وأما معن فبلَغنا: أن الناس بكَوْا علَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين توفَّاه الله، وقالوا: والله لوددنا أنا متنا قبلَه؛ إنا نخشى أن نفتتن بعده. فقال معن بن عديّ: والله ما أحبُّ أني متُّ قبله حتى أصدِّقه ميتًا كما صدَّقته حيًّا. قتل مَعْنٌ يوم اليمامة شهيدًا في خلافة أبي بكر يوم مُسَيلمة الكذَّاب (١). (٣/ ٢٠٦ - ٢٠٧).

٣ - حدَّثنا عبيد الله بن سعد، قال: أخبرني عمّي، قال: أخبرني سيف عن عبد العزيز بن سياه، عن حبيب بن أبي ثابت، قال: كان عليٌّ في بيته إذْ أتِيَ


= أبي عبيدة بن الجراح وهو جالس بيننا - فلم أكره مما قال غيرها، كان والله أن أقدّم فتضرب عنقي لا يقرِّبني ذلك من إثم أحبَّ إليّ من أن أتأمر على قوم فيهم أبو بكر، اللهم إلَّا أن تُسَوّلَ إليّ نفسي عند الموت شيئًا لا أجده الآن. فقال قائلٌ من الأنصار: أنا جُذيلها المحكّك، وعُذيقُها المرجَّب، منا أميرٌ ومنكم أميرٌ يا معشر قريش! فكثر اللغط، وارتفعت الأصوات، حتى فَرقِتُ من الاختلاف، فقلت: ابسط يدك يا أبا بكر، فبسط يده فبايعته، وبايعه المهاجرون ثم بايعته الأنصار. ونزونا على سعد بن عبادة فقال قائل منهم: قتلتم سعد بن عبادة. فقلت: قتل الله سعد بن عبادة. قال عمر: وإنا والله ما وجدنا فيما حَضَرنا من أمر أقوى من مبايعة أبي بكر، خشينا إن فارقنا القوم ولم تكن بيعةٌ أن يبايعوا رجلًا منهم بعدنا، فإما بايعناهم على ما لا نرضى، وإما نخالفهم فيكونُ فسادًا، فمن بايع رجلًا على غير مثورة من المسلمين فلا يتابع هو ولا الذي بايعه تغرةً أن يقتلا).
والحديث أخرجه بطوله عبد الرزاق في مصنفه (ج / ٥ / ح ٩٧٥٨) وأخرجه البخاري مختصرًا (كتاب الفضائل ح ١٦٦٨) وأخرجه أحمد في المسند (١/ ٥٥) وابن سعد في الطبقات (٢/ ٢٦٨) عن عائشة رضي الله عنها.
(١) إسناده ضعيف ولكن أخرج أحمد، أصل الرواية: ثنا إسحاق بن عيسى الطباع ثنا مالك بن أنس ثنا ابن شهاب عن عبيد الله بن عتبة بن مسعود أن ابن عباس أخبره ... الأثر الطويل في قصة سقيفة بني ساعدة ثم في آخره قال مالك: فأخبرني ابن شهاب عن عروة أن الرجلين الذين لقياهما: عويم بن ساعدة ومعن بن عدي.

<<  <  ج: ص:  >  >>