ونزيد القارئ الكريم علمًا بأننا لم نقبل ما رواه سيف فيما يتعلق بالعقيدة، أو الحلال والحرام فإنه ضعيف في الحديث، وكذلك تتبعنا ما قاله في الفتنة، أو الطعن في عدالة الصحابة، فلم نقبله البتة. وخلاصة القول في تعاملنا مع روايات سيف بن عمر التأريخية هو أنَّا: ١ - بحثنا عن أصل يؤيده من مصادر السنة والسير والمغازي فذكرناه. ٢ - إن كان في أثناء الرواية التأريخية قول مرفوع إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اعتبرناه ضعيفًا لأن سيفًا ضعيف في الحديث إلا إذا كان له متابع أو شاهد وإلَّا وضعناه في القسم الضعيف ومثال ذلك: ما رواه الطبري (٣/ ٢٣٦ / ٣٠) من طريق سيف عن ابن عمر مرفوعًا (قتل العنسي البارحة قتله رجل مبارك من أهل بيت مباركين. قيل: من هو؟ قال: فيروز. فاز فيروز) فلم نجد من يتابع سيفًا على هذه الرواية فوضعناها في الضعيف وإن كان عليه الصلاة والسلام قد رأى في المنام ما أوَّله بزوال الكذابين. ٣ - وإن كان في الرواية التأريخية من الأفعال ما يخالف عدالة الصحابة ومن الأقوال ما لا يليق أن ينسب إليهم؟ وضعناه في الضعيف كما في رواية الطبري (٣/ ٢٢٣ / ١٧) منسوبًا إلى أبي بكر رضي الله عنه: أنه قال: (ألا وإن لي شيطانًا يعتريني فإذا أتاني فاجتنبوني). ٤ - وإذا كانت رواية سيف التأريخية مخالفة للروايات الصحيحة؛ فهذا يعني أنها ضعيفة سندًا ومتنًا فمكانها في القسم الضعيف من التأريخ، كما هو الحال في روايات سيف. ولقد تحدث الدكتور محمد أمحزون (في كتابه القيم الذي قدم له الأستاذ فاروق حمادة وأشرف عليه). عن مرويات سيف بن عمر التميمي في تأريخ الطبري وذكر طرق الطبري إليه، وبيّن آراء العلماء في تضعيفه في الحديث وقول ابن حجر، والذهبي في رواياته التأريخية. وخلاصة دفاعه عن سيف في مجال الروايات التأريخية: أن له فضلًا في فضح عبد الله بن سبأ وغيره من الزنادقة، وأن روايات سيف مرشحة أكثر من غيرها لموافقة ما رواه الثقات في هذا المجال علاوة على أنها صادرة عمن شاهد تلك الوقائع والأحداث (راجع ما كتبه بالتفصيل في الصفحات ٢٢٩ - ٢٣٧). ونضيف إلى ما كتبه الدكتور أمحزون بأنا لاحظنا أن سيف بن عمر التميمي يحاول ذكر التفاصيل الدقيقة في رواياته التاريخية عن حروب الردة والفتنة أيام سيدنا عثمان رضي الله