للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فخَرجوا لم يظفرُوا منّا بشيء؛ فتردَّدوا فيما بين صنعاء ونَجْران، وخلصت صنعاء والجَنَد، وأعزّ الله الإسلام وأهله؛ وتنافسْنا الإمارة؛ وتراجع أصحابُ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - إلى أعمالهم؛ فاصطلحنا على معاذ بن جبل، فكان يصلِّي بنا، وكتبنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالخبر؛ وذلك في حياة النبيّ - صلى الله عليه وسلم -. فأتاه الخبر مِنْ ليلته، وقدمَتْ رُسُلُنا؛ وقد مات النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - صبيحةَ تلك الليلة؛ فأجابنا أبو بكر رحمه الله. (٣: ٢٣١/ ٢٣٢ / ٢٣٣/ ٢٣٤ / ٢٣٥/ ٢٣٦).

١٢ - حدثني المريّ، قال: حدَّثنا شُعيب، قال: حدَّثنا سيف عن أبي القاسم وأبي محمد، عن أبي زُرعة يحيى بن أبي عمرو السَّيبانيّ، من جُنْد فلسطين؛ عن عبد الله بن فيروز الدَّيلميّ: أن أباه حدَّثه: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - بعث إليهم رسولًا، يقال له: وَبَر بن يُحنّس الأزديّ؛ وكان منزله على داذَويه الفارسيّ، وكان الأسود كاهنًا معه شيطان وتابع له، فخرج فنزل على ملك اليمن؛ فقتل ملكها ونكح امرأته ومَلك اليمن؛ وكان باذام هلك قبل ذلك، فخلف ابنه على امرأته، فقتله وتزوّجها، فاجتمعتُ أنا وداذويه وقيس بن المكشوح المراديّ عند وَبَرَ بن يُحَنَّس رسول نبي الله - صلى الله عليه وسلم - نأتمر بقتل الأسود. ثم إنَّ الأسود أمر الناس فاجتمعوا في رَحَبَة من صنعاء، ثمّ خرج حتى قام في وسطهم، ومعه حربة الملك، ثم دعا بفرَس الملك فأوْجرَه الحربة، ثم أرسل فجعل يجرِي في المدينة ودماؤه تسيل حتى مات. وقام وسط الرَّحبة؛ ثمّ دعا بجُزُر من وراء الخطّ فأقامها، وأعناقُها ورؤوسها في الخطّ ما يَجُزْنَه. ثمَّ استقبلهنَّ بحربَته فنحرهنّ فتصدّعْن عنه؛ حتى فرغ منهنّ، ثم أمسك حربتَه في يده، ثم أكبّ على الأرض، ثم رفع رأسه، فقال: إنه يقول -يعني: شيطانه الذي معه: إنَّ ابنَ المَكْشُوح من الطغاة، يا أسود اقطع قُنَّةَ رأسه العليا. ثم أكبّ رأسه أيضًا ينظر، ثمّ رفع رأسه، فقال: إنه يقول: إنّ ابن الديلميّ من الطغاة؛ يا أسود اقطع يده اليمنى، ورجله اليمنى. فلمّا سمعتُ قولَه قلت: والله ما آمن أن يدعوَ بي، فينحرني بحربته كما نحر هذه الجُزُر؛ فجعلت أستتر بالناس لئلا يرانِي، حتى خرجت ولا أدري من حذري كيف آخذ! فلما دنوتُ من منزلي لقيني رجلٌ من قومه، فدقّ في رقبتي، فقال: انّ الملك يدعوك وأنت تَرُوغ! ارجع؛ فردَّني، فلمّا رأيتُ ذلك خشيت أن يقتلَني. قال: وكنّا لا يكاد يفارق رجلًا منا أبدًا خنجره، فأدُسّ يدي في خفّي،

<<  <  ج: ص:  >  >>