وأخرج البخاري (ح ٢٢٧٤) عن ابن عباس رضي الله عنه وفيه: فقال: فسألت عن قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إني أرى الذي أريت فيك ما أريت" فأخبرني أبو هريرة ... الحديث. وأخرج البخاري في صحيحه (٦٤ كتاب المغازي / ح ٤٣٧٩) قال عبيد الله بن عبد الله: سألت عبد الله بن عباس عن رؤيا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التي ذكر، فقال ابن عباس: ذُكِر لي: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "بينا أنا نائم أريت أنه وُضع في يدي سواران من ذهب ففظعتهما وكرهتهما فأُذن لي فنفختهما فطارا، فأولتهما كذابين يخرجان" فقال عبد الله: أحدهما العنسي الذي قتله فيروز باليمن والآخر مسيلمة الكذاب. قال ابن حجر تعقيبًا على رواية البخاري الأخيرة الذي فيه قوله: (فقال ابن عباس: فذُكر لي): وقد وضح من حديث الباب قبله: أن الذي ذكر له ذلك هو أبو هريرة (الفتح ٨/ ٩٣) والحديث أخرجه البخاري في مواضع أخرى (ح ٤٣٧٣/ ٤٣٧٤). وقال الحافظ أيضًا: وكان باذام عامل النبي بصنعاء، فمات، فجاء شيطان الأسود فأخبره، فخرج في قومه حتى ملك صنعاء، وتزوج المرزبانة زوجة باذان فذكر القصة ... إلخ. الفتح (٨/ ٩٣). وهذه الروايات عند البخاري تثبت قصة كفر العنسي، وادعاءه النبوة، وقتل فيروز الديلمي له باليمن. وأنه عليه الصلاة والسلام تنبأ بزواله، وزوال مسيلمة الكذاب. أما حديث (قتله فيروز فاز فيروز) فلم نجد له متابعًا عند غير (سيف بن عمر) والله أعلم. ٢ - وردت رواية أخرى من طريق غير طريق سيف المفصلة عند الطبري أخرجها يعقوب بن سفيان في تأريخه (٣/ ٢٦٢) ثنا زيد بن المبارك و -حدثنا محمد بن الحسن الصنعاني، حدثنا سليمان بن وهب عن النعمان بن بُرزج، قال: خرج الأسود العنسي، فذكر قصة غلبته على صنعاء اليمن، وقتل باذام عامل النبي - صلى الله عليه وسلم - واستصفى امرأته المرزبانة لنفسه فتزوجها وكانت تكرهه لما صنع بقومها، قال: فأرسلت إلى داذويه وكان خليفة باذام إلى فيروز، وإلى خرزاذ برزج، وجرجست الفارسيين، فائتمروا على قتل الأسود، وكان على بابه ألف رجل للحراسة، فجعلت المرزبانة تسفيه الخمر فكلما قال لها: شوبيه، سقئه صرفًا حتى سكر وقام فدخل الفراش وهو من ريش، وعمد داذويه وأصحابه إلى الجدار، فنضحوه بالخل، وحفروا بحديدة حتى فتحوه ودخل داذويه، وجرجست فهابا أن يقتلاه، ودخل فيروز وابن برزج فأشارت إليهما المرأة أنه في الفراش، فتناول فيروز رأسه، فعصر عنقه، فدقها، وطعنه خرزاذ بالخنجر ثم احتزّ رأسه وخرجوا. اهـ. قلنا: وفي إسناده محمد بن الحسن الصنعاني مختلف فيه فقد وثقه أبو زرعة (الجرح والتعديل ٧ / ت ١٢٥٢) وأبو حاتم (تهذيب الكمال / ت ٥٧٣٣) وابن حبان (٩/ ٦٩) =