وأخرج الحافظ ابن كثير هذه الرواية عن طارق بن شهاب مع اختلاف بسيط في الألفاظ ثم قال: ورواه البخاري من حديث الثوري بسنده مختصرًا. (البداية والنهاية ٦/ ٣٢٣). ٨ - وأخرج ابن سعد من طريق ضعيف (الواقدي) عن عميلة الفزاري عن أبيه قال: خرج خالد بن الوليد يستعرض الناس فكلما سمع أذانًا للوقت كفّ وإذا لم يسمع أذانًا أغار، فلما دنا من القوم ببزاخة بعث عكاشة بن محصن وثابت بن أقرم طليعة أمامه يأتيانه بالخبر، وكانا فارسين، عكاشة على فرس يقال له: الرزام وثابت على فرس يقال له: المحبر، فلقيا طليحة وأخاه سلمة ابني خويلد طليعة لمن وراءهما من الناس فانفرد طليحة بعكاشة وسلمة بثابت بن أقرم فلم يلبث سلمة أن قتل ثابت بن أقرم، وصرخ طليحة بسلمة: أعنّي على هذا الرجل فإنه قاتلي. فكرّ سلمة على عكاشة فقتلاه جميعًا. وأقبل خالد بن الوليد معه المسلمون فلم يدعهم إلَّا ثابت بن أقرم قتيلًا تطؤه المطيّ فعظم ذلك على المسلمين، ثم لم يسيروا إلا يسيرًا حتى وطئوا عكاشة قتيلًا. (الطقبات ٣/ ٤٦٧). ٩ - وأخرج ابن سعد أيضًا رواية أخرى من طريق الواقدي عن أبي واقد الليثي قال: كنّا نحن المقدمة مئتي فارس وعلينا زيد بن الخطاب، وكان ثابت بن أقرم وعكاشة بن محصن أمامنا، فلما مررنا بهما سيء بنا، وخالد والمسلمون وراءنا بعد، فوقفنا عليهما حتى اطلع خالد بن الوليد يسير فأمرنا فحفرنا لهما ودفنَّاهما بدمائهما وثيابهما ولقد وجدنا بعكاشة جراحات منكرة، قال محمد بن عمر (أي: الواقدي): هذا أثبت ما سمعنا في قتلهما وكان قتلهما طليحة الأسدي ببزاخة سنة اثنتي عشرة (الطقبات ٣/ ٤٦٧). وقال ابن سعد: شهد بدرًا، وأحدًا، والخندق، والمشاهد كلها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وخرج مع خالد بن الوليد إلى أهل الردة في خلافة أبي بكر، وكذلك قال ابن إسحاق. (٣/ ٤٦٦). ١٠ - أخرج البلاذري في فتوح البلدان: أن أبا بكر أمر خالدًا أن يصمد لطليحة بن خويلد الأسدي، وكان قد ادعى النبوة، وهو يومئذ ببزاخة، وبزاخة ماء لبني أسد بن خزيمة فسار إليه خالد وقدّم أمامه عكاشة بن محصن الأسدي، حليف بني عبد شمس، وثابت بن أقرم البلوي، حليف الأنصار، فلقيهما حبال بن خويلد فقتلاه وخرج طليحة وسلمة أخوه وقد بلغهما الخبر فلقيا عكاشة وثابتًا فقتلاهما، فقال طليحة: ذكرت أخي لما عرفت وجوههم ... وأيقنت أني ثائر بحبال عشية غادرت ابن أقرم ثاويًا ... وعكاشة الغنمي عند مجال ثم التقى المسلمون وعدوهم، واقتتلوا قتالًا شديدًا، وكان عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر مع طليحة في سبعمئة من بني فزارة، فلما رأى سيوف المسلمين قد استلحمت المشركين؛ أتاه فقال له: أما ترى ما يصنع جيش أبي الفضل، فهل جاءك جبريل بشيء، قال: نعم جاءني فقال: إن لك رحًا مثل رحاه، ويومًا لا تنساه، فقال عيينة: أرى والله إن لك يومًا =