وفي رواية الطبري كلام لا يليق بتعامل الصحابة مع بعضهم البعض وحاشاهم أن يقولوا ذلك إذ جاء فيه أن خالدًا قال: (هذا عمل الأعيسر بن أم شملة؛ يعني: عمر بن الخطاب ... حسدني أن يكون فتح العراق على يديّ)، وللوقوف على هذه العبارات راجع كلّا من (تأريخ الطبري ٣/ ٤١٥) وتهذيب تأريخ دمشق (١/ ١٣١) وفتوح الشام للأزدي (ص ٦٨). قلنا: (وبالله التوفيق): بالإضافة إلى كون هذه (الزيادة) ضعيفة الإسناد فإنها شاذة تخالف تمامًا ما هو أصح منها في الروايات التي تحدثت عن ردة فعل خالد بن الوليد لمسألة أمره بالتوجه نحو الشام. وكذلك تخالف ما ذكره أئمة المغازي والسير في قضية تقدير عمر له وأما مسألة عزل سيدنا عمر لسيف الله خالد بعد ذلك فمسألة بعيدة تمامًا عن الحقد والضغينة وما إلى ذلك. وإنما مسألة موازين إسلامية، وتقدير عسكري، وبُعْد استراتيجي (كما يقولون) ودراسة لطبيعة المرحلة الزمنية، ومراعاة للمصلحة المشتركة، كما سنبين إن شاء الله تعالى كالآتي: ١ - هنالك رواية توضح ردة فعل خالد لما هو أشدّ من أمره بالتوجه إلى الشام ألا وهو أمر =