أما الرواية التي تؤيد رواية الطبري هذه في قصة عبوره الصحراء في رواية مسندة جاءت في المعرفة والتاريخ للإمام يعقوب بن سفيان الفسوي الجزء الثالث تحقيق المؤرخ العمري ص ٢٩٧ - ٢٩٨: أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة بن الخضر السلمي، حدثنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت ح. وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، وأبو بكر بن الطبري، قالا أنبأ أبو الحسين بن الفضل القطان، أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه، حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا هشام بن عمار، حدثنا عبد الملك بن محمد، حدثنا راشد بن داؤد الصغاني، حدثني أبو عثمان الصغاني شراحيل بن مرثد قال: بعث أبو بكر الصديق رضي الله عنه خالد بن الوليد إلى أهل اليمامة فلما قدمناها قاتلونا قتالًا شديدًا فظفرنا بهم. وهلك أبو بكر واستخلف عمر بن الخطاب فبعث أبا عبيدة بن الجراح إلى الشام ودمشق، واستمد أبو عبيدة عمر فكتب عمر إلى خالد أن سر إلى أبي عبيدة بالشام فدعا خالد بن الوليد الدليل فقال: في كم نأتي الحيرة؟ فقال: في كذا وكذا. فعطّش خالد بن الوليد الإبل ثم أساقها واستسقى وسقى الخيل، ثم كمّ أفواه الإبل وأدبارها. وقال له الدليل إن أصبحت عند الشجرة فقد نجوت ونجا من معك. فسار خالد بمن معه فأصبح عند إضاءة الفجر عند الشجرة فنحر الإبل ثم سقى ما في بطونها الخيل وأطعم لحومها الناس وسقى المسلمين من المزاد التي كانت تحمل معه ... إلخ الرواية. ورواية يعقوب بن سفيان هذه تخالف الروايات التي ذكرناها سابقًا والتي تبيّن أن أبا بكر رضي الله عنه هو الذي أمر خالدًا بالمسير إلى الشام، وعلى أية حالٍ فإن بيت القصيد من هذه الرواية التي هي أصح سندًا من رواية ابن حميد الرازي لم تذكر الزيادة الشاذة التي تُنسب إلى خالد ولم تصحّ كما ذكرنا سابقًا، والله تعالى أعلم.