للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥٧ - قال أبو جعفر الطبريّ: وشاركهم محمَّد وطلحة، قالوا: لما نزل بسُوَى وخشِيَ أن يفضحهم حرُّ الشمس؛ نادى خالد رافعًا: ما عندك؟ قال: خير، أدكتم الرِّيّ، وأنتم على الماء! وشجَّعهم وهو متحيّر أرمد، وقال: أيُّها النَّاس، انظروا عَلمَين كأنهما ثَدْيان. فأتوْا عليهما، وقالوا: عَلَمان، فقام عليهما فقال: اضربوا يمْنةً ويَسْرَةً - لعَوْسجة كقِعدة الرجل - فوجدوا جِذْمها، فقالوا: جذمٌ، ولا نرى شجرة، فقال: احتفروا حيث شئتمْ، فاستثاروا أو شالًا وأحساءً رَواءً، فقال رافع: أيّها الأمير، والله ما وردتُ هذا الماء منذ ثلاثين سنة، وما وردته إلّا مرّة وأنا غلام مع أبي. فاستعدُّوا ثم أغاروا والقوم لا يروْن أنّ جيشًا يقطع إليهم (١). (٣: ٤٠٩/ ٤١٠).

٥٨ - كتب إليَّ السريُّ عن شعيب، عن سيف، عن عمرو بن محمد، عن إسحاق بن إبراهيم، عن ظفر بن دهي، قال: فأغار بنا خالد من سُوَى على مُصَيَّخ بَهْرَاءَ بالقُصْوانَى - ماء من المياه - فصبَّح المُصَيَّخ والنَّمِر؛ وإنهم لغارّون، وإن رفقة لتشرب في وجه الصُّبْح، وساقيهم يغنِّيهم، ويقول:

ألا صبّحاني قَبْلَ جَيشِ أبي بكرِ

فضُربت عنُقه، فاختلط دمُه بخمره (٢). (٣: ٤١٠).

٥٩ - كتب إليَّ السريُّ عن شعيب، عن سيف، عن عمرو بن محمد بإسناده الذي تقدّم ذكره، قال: ولمّا بلغ غسَّان خروج خالد على سُوى وانتسافها، وغارتُه على مصيَّخ بَهْراء وانتسافها، فاجتمعوا بمرْج راهط، وبلغ ذلك خالدًا، وقد خلّف ثُغور الرُّوم وجنودها ممَّا يلي العراق، فصار بينهم وبين اليرموك، صمد لهم؛ فخرج من سُوَى بعد ما رجع إليها بسبْي بَهْراء، فنزل الرُّمانَتين -عَلَمين على الطِريق- ثم نزل الكَثَب، حتى صار إلى دمشق، ثم مَرْج الصُّفَّر، فلقِيَ عليه غَسّان وعليهم الحارث بن الأيهَم، فانتسف عسكرهم وعيالاتِهم. ونزل بالمَرْج أيَّامًا، وبعث إلى أبي بكر بالأخماس مع بلال بن الحارث المُزَنيّ، ثم خرج من المرْج حتى ينزل قناة بُصْرَى؛ فكانت أوّلَ مدينة افتُتحت بالشام على


(١) سنذكر ما ورد في فتوح الشام بعد الرواية (٣/ ٤١٧ / ٢٤٥).
(٢) سنذكر ما ورد في فتوح الشام بعد الرواية (٣/ ٤١٧ / ٢٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>