للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحمل رجلٌ من بني تميم ممَّن كان يحمي العشيرة يقال له: سواد، وجعل يتعرَّض للشهادة، فقُتل بعدما حمل، وأبطأت عليه الشهادة؛ حتى تعرَّض لرستم يريده، فأصيب دونه (١). (٣: ٥٤٥).

١٣١ - كتب إليَّ السريُّ عن شعيب، عن سيف، عن محمد وطلحة وزياد، قالوا: قَتل القعقاع يوم أغواث ثلاثين في ثلاثين حملة، كلَّما حمل حملة قتل فيها، فكان آخرهم بُزُرْجُمِهر الهمَذانيّ، وقال في ذلك القعقاع:

حَبَوْتُهُ جَيَّاشةً بالنّفس ... هَدَّارةً مثلَ شُعاع الشمسِ

في يوم أغواثٍ فَلَيْلِ الفُرْس ... أَنْخُسُ بالقوم أشَدَّ النَّخْس

حتى تَفِيضَ مَعْشَري ونَفْسي

وبارز الأعْوَر بن قُطبة شَهْرَبَرازَ سِجْستان، فقتل كلّ واحد منهما صاحبه، فقال أخوه في ذلك:

لم أرَ يومًا كان أحلَى وأمَرْ ... من يوم أغواثٍ إذِ افترَّ الثَّغَرْ

من غير ضَحْكٍ كان أَسْوَا وَأَبَرّ (٢)

(٣: ٥٤٧).

١٣٢ - كتب إليّ السريُّ عن شعيب، عن سيف، عن محمد وطلحة وزياد؛ وشاركهم ابن مِخراق عن رجل من طَيّئ، قالوا: وقاتلت الفرسان يوم الكتائب فيما بين أن أصبحوا إلى انتصاف النهار؛ فلمَّا عدَل النهار تزاحف الناس، فاقتتلوا بها صَتيتًا حتى انتصف الليل؛ فكانت ليلة أرماث تُدعى الهَدْأة، وليلة أغواث تُدعى السَّواد، والنّصف الأول يدعى السَّواد، ثم لم يزل المسلمون يروْن في يوم أغواث في القادسيَّة الظَّفَر، وقتلوا فيه عامّة أعلامهم؛ وجالت فيه خيل القلب، وثبتَ رَجْلهم؛ فلولا أن خيلهم كرّت أخذ رستم أخذًا، فلمَّا ذهب السواد بات النَّاس على مثل ما بات عليه القوم ليلة أرماث؛ ولم يزل المسلمون ينتمون لَدُن أمسوا حتى تفايؤوا. فلمَّا أمسى سعد وسمع ذلك نام، وقال لبعض من عنده: إن تمّ الناس على الانتماء فلا تُوقِظْني، فإنهم أقوياء على عدوّهم؛ وإن سكتوا ولم


(١) إسناده ضعيف وسنتحدث عن متابعات وشواهد روايات القادسية (عند الطبري) بعد قليل.
(٢) إسناده ضعيف وسنذكر شواهده بعد سرد الروايات.

<<  <  ج: ص:  >  >>