للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قبله ولا بعده مثله؛ وأرسل سعد إلى هلال، فدعَا له، فقال: أين صاحبُك؟ قال: رميتُ به تحت أبغُل؛ قال: اذهبْ فجئ به، فذهب فجاء به، فقال: جَرّدْه إلّا ما شئتَ، فأخذ سلبه فلم يَدَعْ عليه شيئًا، ولما رجع القعقاع وشُرحبيل قال لهذا: اغدُ فيما طلب هذا، وقال لهذا: اغد فيما طلب هذا؛ فعلا هذا، وسفَل هذا، حتى بلغا مقدار الخرّارة من القادسيَّة، وخرج زُهرة بن الحَويَّةِ في آثارهم، وانتهى إلى الرّدْم وقد بثقوه ليمنعوهم به من الطَّلَب، فقال زهرة: يا بُكَيْر، أقدِم، فضرب فرسه، وكان يقاتل على الإناث، فقال: ثبِي أطلالُ، فتجمَّعت وقال: وَثْبًا وسورة البَقَرَةِ! ووثب زهرةُ - وكان على حصان - وسائرُ الخيل فاقتحمته، وتتابع على ذلك ثلاثمئة فارس، ونادى زُهرة حيث كاعت الخيل: خذوا أيّها الناس على القنطرة، وعارضونا، فمضى ومضى الناس إلى القنطرةِ يتَّبعونه فلحق بالقوم والجالنوس في آخرِهم يحميهم، فشاوله زهرة، فاختلفا ضربتين، فقتله زهرة، وأخذ سلبَه، وقتلوا ما بين الخرّارة إلى السَّيلَحين، إلى النَّجَف؛ وأمسَوا فرجعوا فباتوا بالقادسيّة (١). (٣: ٥٦٥/ ٥٦٦).

١٤١ - كتب إليّ السريُّ عن شُعيب، عن سيف، عن عبد الله بن شُبْرُمَة، عن شقيق، قال: اقتحمنا القادسيَّة صدرَ النهار، فتراجَعْنا وقد أتى الصلاة؛ وقد أصيب المؤذّن، فتشاحَّ النَّاس في الأذان حتى كادوا أن يجتلدوا بالسيوف، فأقرع سعد بينهم؛ فخرج سهم رجل فأذَّن (٢). (٣/ ٥٦٦).

١٤٢ - ثم رجع الحديث: وتراجع الطلبُ الّذين طلبوا مَنْ علا على القادسيَّة ومَن سفَل عنها، وقد أتَى الصلاة وقد قتل المؤذن فتشاحّوا على الأذان، فأقرع بينهم سعد، وأقاموا بقيَّة يومهم ذلك وليلتَهم حتى رجع زهرة، وأصبحوا وهم جميعٌ لا ينتظرون أحدًا من جندهم، وكتب سعد بالفتح وبعدّة مَنْ قتلوا ومن أصيب من المسلمين، وسمِّي لعُمَر مَن يعرف مع سعد بن عُمَيلة الفزاريّ (٣). (٣: ٥٦٦).


(١) إسناده ضعيف وسنذكر متابعات وشواهد القصة بعد قليل.
(٢) إسناده ضعيف وسنذكر ما يؤيده بعد قليل.
(٣) سنذكر ما يؤيده بعد قليل.

<<  <  ج: ص:  >  >>