للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٤٣ - كتب إليَّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن سعيد بن المَرْزبان، قال: خرج زهرة حتى أدرك الجالنوس؛ ملكًا من ملوكهم؛ بين الخرَّارة والسَّيلَحين، وعليه يارقَان وقُلْبان وقُرْطان على بِرْذَوْن له قد خَضِدَ، فحمل عليه، فقتله، قال: والله إنَّ زهرة يومئذ لعلَى فرس له ما عنانها إلا من حَبْل مضفور كالمِقْودِ، وكذلك حزامها شَعْرٌ منسوج، فجاء بسلبه إلى سعد، فعرف الأسارى الذين عند سعد سلَبه، فقالوا: هذا سلَب الجالنوس، فقال له سعد: هل أعانك عليه أحد؟ قال: نعم، قال: مَنْ؟ قال: الله، فنفَّله سلبَه (١). (٣: ٥٦٧).

١٤٤ - كتب إليَّ السَّريُّ عن شعيب، عن سيف، عن عبيدة، عن إبراهيم، قال: كان سعد استكثر له سلبَه، فكتب فيه إلى عمر، فكتب إليه عمر: إنّي قد نفَّلت مَنْ قتل رجلًا سلبَه؛ فدفعه إليه فباعه بسبعين ألفًا (٢). (٣: ٥٦٧).

١٤٥ - حدَّثنا ابن حميد، قال: حدَّثنا سَلمة عن محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر: غير برادع الرّحال، قد عرضوا فيها الجريد، يتَّرسون بها عن أنفسهم، وما عامَّة ما وضعوه على رؤوسهم إلا أنساع الرّحَال، يطوي الرجل نِسْع رحْله على رأسه يتَّقي به، والفُرس فيما بينها من الحديد واليلامق؛ فاقتتلوا قتالًا شديدًا، وسعد في القصر ينظر، معه سلمَى بنت خَصَفة؛ وكانت قبله عند المثنّى بن حارثة، فجالت الخيل، فرعبت سلمَى حين رأت الخيل جالت، فقالت: وامثنَّياه ولا مُثنَّى لي اليوم! فغار سعد فلطم وجهها، فقالت: أغَيرةً وجُبْنًا" فلمَّا رأى أبو مِحْجن ما تصنع الخيل حين جالت، وهو ينظر من قصر العُذيب وكان مع سعد فيه، قال:

كَفَى حَزَنًا أن تَرْدِيَ الخْيل بالقنا ... وأُتْرَكَ مشدودًا عَليّ وثاقِيا

إذا قمْتُ عَنَّاني الحديدُ وأُغلقَتْ ... مَصاريعُ دوني لا تُجِيبُ المُناديا

وقدْ كُنْتُ ذَا مالٍ كثيرٍ وإخوة ... فقَدْ تَركوني واحِدًا لا أخا لِيا

فكلَّم زَبْراءَ أمَّ ولد سعد - وكان عندها محبوسًا، وسعد في رأس الحصن ينظر


(١) إسناده ضعيف.
(٢) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>