للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان سبب قتل الحجاج إياه خروجه عليه مع من خرَج عليه مع عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث، وكان الحجاج جعله على عطاء الجُنْد حين وجّه عبدَ الرحمن إلى رُتْبيل لقتاله، فلما خلع عبدُ الرحمن الحجاج كان سعيد فيمن خَلَعه معه، فلما هُزِم عبدُ الرحمن وهَرَب إلى بلاد رُتْبيل هَرَب سعيد.

فحدّثنا أبو كريب، قال: حدَّثنا أبو بكر بن عياش، قال: كتب الحجاج إلى فلان وكان على أصبهان - وكان سعيد، قال الطبريّ: أظنه أنه لما هَرَب من الحجاج ذهب إلى أصبهان فكَتَب إليه -: إنّ سعيدًا عندَك فخُذْه فجاء الأمرُ إلى رجل تحرَّج، فأرسل إلى سعيد: تحوَّلْ عني، فتنحَّى عنه، فأتى أذْرَبيجان، فلم يزَل بأذْرَبيجان فطَال عليه السنون، واعتَمَر فخَرَج إلى مكة فأقامَ بها، فكان أناس من ضربه يستخفُون فلا يُخبرون بأسمائهم. قال: فقال أبو حَصِين وهو يحدّثنا هذا. فبلَغنا أنّ فلانًا قد أمِّر على مكة. فقلت له: يا سعيد، إنّ هذا الرجل لا يُؤمَن، وهو رَجُل سَوْء، وأنا أتقيه عليك، فاظعَن واشخص، فقال: يا أبا حَصين، قد والله فررت حتى استحييتُ من الله! سيجيئُني ما كَتَب الله لي. قلتُ: أظنك والله سعيدًا كما سمتْك أمك. قال: فقَدِم ذلك الرجل إلى مَكة، فأرسلَ فأخذ فلان له وكلّمه. فجعل يديره (١). (٦: ٤٨٧ - ٤٨٨).

وذكر أبو عاصم عن عمر بن قيس، قال: كتَبَ الحجاج إلى الوليد: إنّ أهلَ النفاق والشقاق قد لجؤوا إلى مكة، فإنْ رأى أميرُ المؤمنين أنْ يأذَن لي فيهم! فكتَبَ الوليدُ إلى خالد بن عبد الله القَسْريّ؛ فأخَذ عطاءً وسعيد بنَ جُبَير ومجاهد وطلق بن حبيب وعمرو بن دينار؛ فأما عمرو بن دينار وعطاء فأرسلا لأنهما مكيّان، وأما الآخَرون فبعث بهم إلى الحجّاج، فمات طلقٌ في الطريق، وحُبِس مجاهدٌ حتى مات الحجاج. وقُتِل سعيدُ بن جُبير. (٦: ٤٨٨).


(١) قلنا: وهذا إسناد حسن والله أعلم.
وكذلك الحافظ الأزدي، فقد أخرجه في كتاب المتوارين قال: ثنا أبو علي النرسي ثنا أحمد بن عبد الله بن شابور ثنا واصل (وهو عبد الأعلى) ثنا أبو بكر بن عياش عن أبي حصين قال: أتيت سعيد بن جبير بمكة فقلت: إن هذا الرجل قادم (يعني: خالد بن عبد الله القسري) ولم تبعد ولا آمنه عليك فاطعني واخرج. قال: والله لقد فررت حتى استحييت من الله عزَّ وجلَّ. إلى آخر الرواية. [المتوارين (١: ٥٦)].

<<  <  ج: ص:  >  >>