للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حدَّثنا ابن حميد، قال: حدَّثنا سَلمة، قال: حدّثني محمّد بن إسحاق عن محمّد بن عبد الله بن قيس بن مخْرمة، عن الحسن بن محمّد بن عليّ بن أبي طالب، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن جَدّه عليّ بن أبي طالب، قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يقول: ما هممتُ بشيء ممّا كان أهلُ الجاهليّة يعملون به غيرَ مرَّتين، كلّ ذلك يحول الله بيني وبين ما أريد من ذلك. ثمّ ما هممتُ بسوء حتى أكرَمنِي الله عَزّ وجلّ برسالته؛ فإنّي قد قلت ليلة لغلامٍ من قريش كان يرعى مَعِي بأعلى مكة: لو أبصرتَ لي غَنَمِي حتى أدخلَ مكّة، فأسمرَ بها كما يسمُر الشباب! فقال: أفعل؛ فخرحتُ أريد ذلك؛ حتى إذا جئتُ أوّلَ دارٍ من دُور مكّة، سمعت عَزْفًا بالدّفوف والمزامير، فقلت: ما هذا؟ قالوا: فلان بن فلان تزوّج بفلانة بنت فلان. فجلست أنظر إليهم، فضرب الله على أذني فنمْت فما أيقظني إلّا مَسّ الشمس؛ قال: فجئت صاحِبِي، فقال: ما فعلت؟ قُلت: ما صنعت شيئًا، ثم أخبرتُه الخبر. قال: ثم قلتُ له ليلةً أخرى مثلَ ذلك، فقال: أفعل، فخرجتُ فسمعتُ حين جئت مكّة مثلَ ما سمعت حين دخلتُ مكّة تلك اللّيلة، فجلستُ أنظر، فضرب الله على أذني؛ فوالله ما أيقظني إلّا مَسُّ الشمس؛ فرجعت إلى صاحبي فأخبرتُه الخبر. ثم ما هممتُ بعدها بسوء حتى أكرمني الله عَزّ وجلّ برسالته (١). (٢: ٢٧٩).


= الثقات الذين أخرج لهم البخاري، ووثقه جماعة من الأئمة الحفاظ، ولم أر أحدًا جرحه مع هذا، وفي حديثه هذا غرابة. وقال ابن حجر: رجاله ثقات وليس فيه سوى هذه اللفظة فيحتمل أنها مدرجة فيه منقطعة من حديث آخر وهمًا من أحد رواته.
قلنا: ولقد ذكر ابن كثير ما في هذه الرواية من الغرائب في البداية والنهاية، وحكم الذهبي على بطلان هذا الحديث في ميزان الاعتدال.
(١) إسناده ضعيف والحديث حسن صحيح أخرجه الحاكم في المستدرك (٤/ ٢٤٥) وصححه على شرط مسلم وقال الهيثمي رواه البزار ورجاله ثقات (المجمع ٨/ ٢٦٦).
قلنا: والحديث ذكره ابن كثير برواية البيهقي من طريق محمد بن إسحاق عن محمد بن عبد الله بن قيس به ...
ثم قال ابن كثير: وهذا حديث غريب جدًّا (البداية والنهاية ٢/ ٢٤٨. ط. دار الفكر).
قلنا: والحديث ضعفه المحدث الألباني وعقب على تصحيح الحاكم له على شرط مسلم ووافقه الذهبي لهذا التصحيح قائلًا (أي الألباني):
وهو وهم منه لأمرين: =

<<  <  ج: ص:  >  >>