(٢) هذا الخبر والأخبار (٤٦) و (٤٧) لها ما يؤيدها عند أبي حنيفة الدينوري إذ ذكر الخبر مختصرًا دون ذكر خطبة كل واحد منهم وإنما قال: فذكروا حاجة أمير المؤمنين إليه وما يرجو في قربه من بسط المملكة والقوة على العدو فأبلغوا في مقالتهم وأمر المأمون بإنزالهم وإكرامهم. ولما جَنَّ عليه الليل بعث إلى الفضل بن سهل، وكان أخصّ وزرائه عنده.، وأوثقهم في نفسه، وقد كان جَرّبَ منه وَثاقَةَ رَأْي وَفَضل حَزْمٍ، فلما أتاه خَلَا به، وأقرأه كتاب محمد، وأخبره بما تكلْم به الوفد من أمر التَّحْضيِض على المسير إلى أخيه ومعاونته على أمره. قال الفضل: ما يريد بك خيرًا، وما أرَضى لك إلا الامتناع عليه. قال المأمون: فكيف يمكنني الامتناع عليه، والرجال والأموال معه، والناس مع المال؟ قال الفضل: أَجِّلْني ليلتي هذه لآتيَك غدًا بما أرى إلى آخر الخبر. وأن المأمون أحسن صلاتهم وجوائزهم وكتب معهم رسالة إلى أخيه الأمين ونصها: "أمّا بعد، فإن الإِمام الرشيد وَلّانِي هذه الأرض على حين كَلَبٍ من عدوّها، ووَهْيٍ من =