للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٠١١ - عُبَيد الله بن رماحس القيسي الرملي.

عن زياد بن طارق عن زهير بن صرد أنه أنشد النبي صلى الله عليه وسلم قصيدته:

امنن علينا رسول الله في كرم ... فإنك المرء نرجوه وننتظر

روى عنه الأمير بدر الحمامي وأبو القاسم الطبراني وأحمد بن إسماعيل بن عاصم وأبو سعيد بن الأعرابي، وَالحسن بن زيد الجعفري، ومُحمد بن إبراهيم بن عيسى المقدسي.

وكان معمرا ما رأيت للمتقدمين فيه جرحا وما هو بمعتمد عليه.

ثم رأيت الحديث الذي رواه له علة قادحة.

قال أبو عمر بن عبد البر في شعر زهير: رواه عُبَيد الله بن رماحس عن زياد بن طارق عن زياد بن صرد بن زهير، عَن أبيه، عن جَدِّه زهير بن صرد. فعمد عُبَيد الله إلى الإسناد فأسقط رجلين منه وما قنع بذلك حتى صرح بأن زياد بن طارق قال: حدثني زهير , هكذا هو في معجم الطبراني، وَغيره بإسقاط اثنين من سنده، انتهى.

وهذا الذي قاله المؤلف تحكم لا دليل له عليه، وَلا له فيما حكاه، عَنِ ابن عبد البر حجة قائمة ⦗٣٢٣⦘

وسياقه يقتضي أن هذا كله كلام ابن عبد البر وليس كذلك بل من قوله: فعمد عُبَيد الله إلى آخر الترجمة قاله المؤلف من عند نفسه بانيا على صحة ما حكاه ابن عبد البر.

وقد قرأت على أحمد بن علي سبط الرقي بدمشق أخبركم أبو عبد الله بن جابر أن أبا العباس بن الغماز أخبرهم أخبرنا الحافظ أبو الربيع الكلاعي، عَن أبي عبد الله بن زرقون، عَن أبي عمران بن أبي تليد , حدثنا الحافظ أبو عمر بن عبد البر في كتاب الاستيعاب له قال: زهير بن صرد أبو صرد الجشمي السعدي من بني سعد بن بكر وقيل: يكنى أبا جرول.

كان رئيس قومه وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد هوازن إذ فرغ من حنين.

فساق أبو عمر القصة ثم أسندها من طريق محمد بن إسحاق ثم قال في آخره: إلا أن في الشعر بيتين لم يذكرهما محمد بن إسحاق في حديثه وذكرهما عُبَيد الله بن رماحس عن زياد بن طارق عن زياد بن صرد بن زهير بن صرد، عَن أبيه، عَن جَدِّه زهير بن صرد أبي جرول أنه حدثه هذا الحديث. انتهى كلام ابن عبد البر.

فهذا كما تراه حكاه مرسلا لم يسق إسناده إلى عُبَيد الله بن رماحس حتى يعلم حال من زاد هذين الرجلين في إسناده فقد رواه، عَنِ ابن رماحس الستة الذين ذكرهم المؤلف وأبو بكر محمد بن أحمد بن محمويه العسكري وأبو الحسين أحمد بن زكريا وعبيد الله بن علي بن الخواص - وساق نسب ابن رماحس وسأذكره بعد.

فهؤلاء عدد من الثقات رووه عن عُبَيد الله بن رماحس قال: حدثنا زياد سمعت أبا جرول ... فالظاهر أن قولهم أولى بالصواب والعدد الكثير أولى بالحفظ من الواحد لا سيما وهو لم يسم. ⦗٣٢٤⦘

وقد أخرج الحديث المذكور الحافظ ضياء الدين محمد بن عبد الواحد المقدسي رحمه الله في الأحاديث المختارة مما ليس في الصحيحين وقال بعده: زهير لم يذكره البخاري، وَلا ابن أبي حاتم في كتابيهما، وَلا زياد بن طارق.

وقد روى محمد بن إسحاق عن عَمْرو بن شعيب، عَن أبيه، عن جَدِّه نحو هذه القصة والشعر.

قلت: فالحديث حسن الإسناد لأن راوييه مستوران لم تتحقق أهليتهما ولم يجرحا ولحديثهما شاهد قوي وصرحا بالسماع وما رميا بالتدليس لا سيما تدليس التسوية الذي هو أفحش أنواع التدليس إلا في القول الذي حكيناه آنفا، عَنِ ابن عبد البر، وَلا يثبت ذلك إن شاء الله.

وقد وقع لي الحديث المذكور عاليا جدا عشاري الإسناد قرأته على العلامة أبي إسحاق بن الحريري أخبركم أحمد بن الفخر البعلي أخبرنا محمد بن إسماعيل المقدسي أخبرنا يحيى بن محمود أخبرنا أبو عدنان بن أبي نزار حضورا وفاطمة الجوزدانية سماعا قالا: أحبرنا محمد بن عبد الله أخبرنا أبو القاسم الطبراني , حدثنا عُبَيد الله بن رماحس برمادة الرملة سنة ٢٧٤ , حدثنا أبو عَمْرو زياد بن طارق وكان قد أتت عليه مِئَة وعشرون سنة قال: سمعت أبا جرول زهير بن صرد الجشمي يقول:

لما أَسَرَنَا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين يوم هوازن وذهب يفرق السبي والشاء أتيته فأنشدته أقول:

امنن علينا رسول الله في كرم ... فإنك المرء نرجوه وننتظر

امنن على بيضة قد عاقَها قَدَرٌ ... مشتت شملها في دهرها غِيَرُ

أَبْقَت لنا الدهر هُتَّافا على حَزَنٍ ... على قلوبهم الغَمَّاء والغُمَر ⦗٣٢٥⦘

إن لم تداركهم نعماء تنشرها ... يا أرجح الناس حلما حين يختبر

امنن على نِسوة قد كنت تَرْضُعَها ... إذ فوك تملؤه من محضها الدِّرر

إذ أنت طفل صغير كنت ترضعها ... وإذ يزينك ما تأتي وما تذر

لا تجعلنا كمن شالت نعامته ... واستبق منا فإنا معشر زهر

إنا لنشكر للنعماء إذ كفرت ... وعندنا بعد هذا اليوم مدخر

فألبس العفو من قد كنت ترضعه ... من أمهاتك إن العفو مشتهر

يا خير من مرحت كُمْتُ الجياد به ... عند الهياج إذا ما استوقد الشرر

إنا نؤمل عفوا منك تلبسه ... هذِِي البرية إذ تعفو وتنتصر

فاعف عفا الله عما أنت راهبه ... يوم القيامة إذ يهدى لك الظفر

قال: فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الشعر قال: ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم فقالت قريش: ما كان لنا فهو لله ولرسوله وقالت الأنصار: ما كان لنا فهو لله ولرسوله.

قال الطبراني: لا يروى عن زهير بهذا التمام إلا بهذا الإسناد تفرد به عُبَيد الله بن رماحس.

وقرأت على فاطمة بنت العز التنوخي بدمشق عن سليمان بن حمزة الحاكم أن الضياء الحافظ أخبرهم في المختارة أخبرنا أبو جعفر، يعني الصيدلاني - أخبرنا أبو بكر بن خوروست أخبرنا الحسين بن فاذشاه أخبرنا الطبراني به نحوه.

وبه إلى الضياء قال: وأخبرنا عبد الواحد الصيدلاني أخبرنا جعفر بن عبد الواحد أخبرنا محمد بن عبد الله بن ريذه أخبرنا الطبراني به وأخبرني به محمد بن أحمد بن علي مشافهة عن يونس بن أبي إسحاق، عَن عَلِيّ بن الحسين بن منصور أخبرنا أبو الفضل محمد بن ناصر الحافظ في كتابه أخبرنا الحافظ أبو القاسم عبد الرحمن بن الحافظ أبي عبد الله بن منده إجازة مكاتبة ⦗٣٢٦⦘

أخبرنا أبي أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد - هو ابن الأعرابي، ومُحمد بن إبراهيم بن عيسى أبو مسعود ببيت المقدس قالا: حدثنا أبو محمد عُبَيد الله بن رماحس ... فذكره نحوه.

قال أبو عبد الله: هذا حديث غريب بهذا الإسناد.

وأخرجه الحافظ أبو الحسين بن قانع في معجم الصحابة عن عُبَيد الله بن علي الخواص عن عُبَيد الله بن محمد بن خالد بن حبيب بن حميد بن قيس بن عَمْرو بن عُبَيد بن ناشب بن عُبَيد بن غزية بن جشم عن زياد بن طارق قال: حدثني زهير ... فذكره مختصرا.

فعبيد الله هو ابن رماحس وكأن رماحس لقب أبيه، أو جده والله أعلم.

وهكذا سمى الأمير بدر المعتضدي أباه في هذا الحديث.

قرأت على علي بن محمد الخطيب عن أحمد بن محمد المؤدب أن يوسف بن خليل أخبره أخبرنا مسعود الجمال أخبرنا الحداد أخبرنا أبو نعيم , حدثنا أبو بكر محمد بن بدر الأمير ببغداد , حدثنا أبي أبو النجم بدر الكبير , حدثنا عُبَيد الله بن محمد بن رماحس القيسي في رمادة فلسطين , حدثنا أبو عَمْرو زياد بن طارق - وكان قد أتت عليه عشرون ومِئَة سنة وهو يصعد يلتقط التين - قال: سمعت أبا جرول زهير بن صرد الجشمي يقول: لما أَسَرَنَا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين ... الحديث.

وكذا رواه أبو أحمد الحاكم في الكنى، عَن أبي بكر محمد بن حمدون بن خالد عن عُبَيد الله بن رماحس بن محمد بن خالد ... فذكره وساق نسبه فقال: عُبَيد الله بن أحمد بن رماحس بن محمد بن خالد إلى آخره قال: حدثنا أبو عَمْرو زياد بن طارق الجشمي وقال فيه: سمعت أبا جرول ويقال أيضًا: أبو صرد الجشمي فذكره. ⦗٣٢٧⦘

وذكر الحسن بن زيد الجعفري أنه سمع ابن رماحس سنة ٢٨٠ وروى حديثه أبو منصور الباوردي في معرفة الصحابة له عن أحمد بن إسماعيل عن عُبَيد الله بن محمد بن رماحس به وقال: عُبَيد الله وزياد مجهولان.

قلت: ليس عُبَيد الله بمجهول لأنه روى عنه نحو العشرة.

وقال أبو علي بن السكن في ترجمة زهير بن صرد: روي عنه حديث بإسناد مجهول ثم رواه عن أحمد بن القاسم البزاز وجعفر بن أحمد بن مشكان، ومُحمد بن عبد الله الطائي الحمصي قالوا: حدثنا عُبَيد الله بن رماحس عن زياد عن زهير به ليس فيه ما قال: أبو عمر من الزيادة. ثم أورد حديث عَمْرو بن شعيب، عَن أبيه، عن جَدِّه شاهدا له.

وكتاب ابن السكن عمدة ابن عبد البر الكبرى فهو في الاستيعاب عليه يحيل ومنه ينقل غالبا.

فظهر من مجموع هذه الطرق صحة ما قلته والله أعلم.

ثم لما دخلت حلب سنة ٣٦ وقفت عند عالمها الحاكم بها العمدة علاء الدين بن خطيب الناصرية على كتاب التدوين في علماء قزوين قرأت في أواخر الأحمدين منه ما نصه: أحمد بن الحسين القاضي سمع أبا الحسن بن القطان يحدث، عَن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن عُبَيد الشهرزوري أنه سمعه يقول بقزوين: حدثني أبو محمد عُبَيد الله بن رماحس بن خالد بن حبيب بن قيس بن عَمْرو بن ناشب حدثني أبو عَمْرو زياد بن طارق حدثني زهير أبو جرول ... فذكر الحديث مختصرا.

فكملت عندي عدة من رواه عن عُبَيد الله بن رماحس غير الطبراني أربعة عشر نفسا. ⦗٣٢٨⦘

ورواية أحمد بن إسماعيل بن عاصم وقعت لنا في سداسيات الرازي ورواية الحسن بن زيد الجعفري في سباعيات ابن عساكر.

<<  <  ج: ص:  >  >>