للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٨٥٠٤ - ز-يحيى بن عمر بن يوسف بن عامر الأندلسي الفقيه المالكي.]

سكن القيروان واستوطن سوسة ومات بها. ⦗٤٦٦⦘

روى عن يحيى بن بكير وحرملة، ومُحمد بن رمح وسحنون والحارث بن مسكين، وَأبي مصعب ويعقوب بن حميد بن كاسب وزهير بن عباد، وَغيرهم.

أخذ عنه أخوه وأبو العرب القيرواني وأحمد بن خالد الأندلسي وآخرون، وانتهت إليه الرحلة في وقته حتى كانوا في القيروان لا يروون المدونة والموطأ إلا عنه.

وقال أبو الوليد الباجي: كان حافظا للرأي ثقة ضابطا لكتبه وكان وقورا ويزجر من يسأله عن عويص المسائل وصنف الرد على الشافعي في خلافه لمالك وله المنتخبة من المستخرجة واختلاف ابن القاسم وأشهب وكان ابن الأغلب عرض عليه قضاء إفريقية فامتنع ودله على عيسى بن مسكين.

وقال ابن اللباد: كان مجاب الدعوة وكان فرات يطعن في سماع يحيى بن عمر الموطأ من يحيى بن بكير ويحلف على ذلك ويقول: إنه كان ملازما لابن بكير حتى مات وإن يحيى بن عمر نزل من المركب فسلم علي وسألني عن ابن بكير فقلت: هذا منصرفي من جنازته فاسترجع.

واعتذر غيره عن يحيى بن عمر بأن الذي حكاه فرات كان في رحلة يحيى بن عمر الثانية وكان رحل قبل ذلك فلقي يحيى بن بكير وقد شهد له بلقي يحيى بن بكير أبو الزنباع روح بن الفرج صاحب ابن بكير.

قال عياض: ولقد جرى ليحيى بن عمر هذا مع سحنون فإن أكابر أصحاب سحنون قالوا: ما رأيناه عند سحنون قط فشهد له حمديس القطان فقال: سمع من سحنون في الساحل وكذا قال يحيى بن عمر: لم أسمع من سحنون بالقيروان وإنما سمعت منه بالبادية. ⦗٤٦٧⦘

قال أبو العرب: ذهل في آخر عمره ومات بسوسة سنة ٢٨٩ في ذي الحجة وله سبع وستون سنة وكان عابدا وله كرامات.

ومن عجائبه أنه رحل من القيروان إلى قرطبة ليرد دانقا كان لبقال عليه فلاموه في ذلك فقال: رد دانق على أهله خير من عبادة سبعين سنة فتعبنا سنة وبقيت لنا تسعة وستون سنة.

قلت: وما عرفت أصل هذا!.

وقال أبو الحسن اللواتي: كان يحيى بن عمر يسمع الناس في المسجد فيمتلىء المسجد فسئل عمن بعد عنه فقال: يجزئهم وقد سألنا سحنونا عمن نام حال القراءة فقال: إذا جاء إلى السماع وله قصد أجزأه.

<<  <  ج: ص:  >  >>