للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٨٤٩٢ - (ز): يحيى بن عبد الرحمن بن عبد المنعم أبو زكريا الصقلي الأصل المعروف بالأصبهاني لدخوله أصبهان.]

ولد بدمشق وأقام بأصبهان خمس سنين.

وتفقه للشافعي وقرأ الخلاف فسمع من مسعود بن الحسن الثقفي، وَأبي بكر بن ماشاده ودخل الإسكندرية فسمع من السلفي.

قال الأبار: كان فقيها شافعيا عارفا بالأصول زاهدا كثير الصدقة واعظا مذكرا ولم يكن بالضابط سكن الأندلس فسمعوا منه الكثير وصنف تعليقة في الخلاف بين الشافعي، وَأبي حنيفة.

قال ابن مسدي: أنكروا عليه روايته عن مسعود الثقفي وقالوا: هذا يروي عن الخطيب وكان السبب في إنكارهم لذلك أن أبا الربيع بن سالم كان كتب إلى أبي الحسن بن المفضل المقدسي محدث مصر أن يأخذ له إجازة من يروي عن واحد عن الخطيب وكان ذلك قبل الست مِئَة فأعاد له أبو الحسن بن المفضل الجواب فقال: ليس ببلادنا من يروي عن واحد عن الخطيب.

قلت: وبالغ ابن مسدي في الحط على ابن المفضل بسبب ذلك ونسبه إلى الحسد وجوز بعض الحفاظ أن يكون ابن المفضل ما تفطن لذلك وفيه بعد فإن الكندي كان إذ ذاك بدمشق وقد حدث بتاريخ الخطيب مرارا بسماعه من بعض أصحابه. ⦗٤٦٠⦘

قال ابن مسدي: فلما وصل كتابه إلى أبي الربيع بن سالم بالغ في الإنكار على هذا الذي زعم أنه سمع من مسعود بن الحسن الذي له إجازة من الخطيب.

قال ابن مسدي: فلما كان بعد ذلك أخرجت له خط تاج الدين الكندي بسماعه من أبي منصور القزاز بسماعه من الخطيب فقال: هذا أدهى من الأول! كيف يكتب أبو الحسن بانقراض هذا الإسناد قبل الست مِئَة ونقبل ما يأتي بعد الست مِئَة.

وأقول: يحتمل أن يكون ابن المفضل أراد بقوله: "ببلادنا" الديار المصرية على ظاهر اللفظ وهو صادق في ذلك ولعل عذره عن طلب ذلك لهم من دمشق إعجال قاصدهم فأجاب بذلك ولعله كان من قصده أن يحصل لهم ذلك من البلاد الشامية، أو العراقية.

ولابن المسدي بادرة صعبة فلا يلتفت إليه معها.

وقد دلت هذه الحكاية على عظم قدر أبي الحسن بن المفضل في صدر أبي الربيع بن سالم , نعم وعلى قلة تمهر ابن سالم في هذا الشأن فقد كان بأصبهان في الوقت الذي أنكر فيه ما أنكر وهو على رأس الست مِئَة: من يروي عن واحد، عَن أبي نعيم الذي هو شيخ الخطيب فضلا عن الخطيب ولكن غلب على أسانيد أهل المغرب النزول فألفوه , فإن الذي كان يروي لهم في هذا العصر عن السلفي بالسماع قليل فضلا عمن يروي من أصحاب الخطيب.

وقد تأخر شخص يروي حديث الخطيب بنظير علو الكندي لكن بالإجازة بعد الحكاية المتقدمة بأكثر من ثلاثين سنة وهو أبو الحسن بن المقير ولذلك أكثر عنه ابن مسدي , والله أعلم. ⦗٤٦١⦘

مات يحيى بن عبد الرحمن سنة ثمان وست مِئَة.

وقد تقدم في ترجمة مسعود بن الحسن [٧٦٨٨] ما قاله الناس في إجازة الخطيب له.

<<  <  ج: ص:  >  >>