للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٨٠٥٢ - موسى بن هلال العبدي.]

شيخ بصري.

روى عن هشام بن حسان وعبد الله بن عمر العمري.

قال أبو حاتم: مجهول.

وقال العقيلي: لا يتابع على حديثه.

وقال ابن عَدِي: أرجو أنه لا بأس به.

قلت: هو صالح الحديث.

روى عنه أحمد والفضل بن سهل الأعرج وأبو أمية الطرسوسي وأحمد بن أبي غرزة وآخرون , وأنكر ما عنده حديثه، عَن عَبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا: من زار قبري وجبت له شفاعتي.

رواه ابن خزيمة في مختصر المختصر، عَن مُحَمد بن إسماعيل الأحمسي عنه. انتهى.

قال ابن خزيمة في صحيحه باب: زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم إن ثبت الخبر فإن في القلب منه , ثم رواه عن الأحمسي كما تقدم وعن عُبَيد بن محمد الوراق عن موسى بن هلال عن عُبَيد الله - بالتصغير - بن عمر عن نافع عن ابن عمر به وقال بعده: أنا أبرأ من عهدة هذا الخبر , ورواية الأحمسي أشبه لأن عُبَيد الله بن عمر أجل وأحفظ من أن يروي مثل هذا المنكر , فإن كان موسى بن هلال لم يغلط فيمن فوق أحد العمرين فيشبه أن يكون هذا من حديث عبد الله بن عمر فأما من حديث عُبَيد الله بن عمر فإني لا أشك أنه ليس من حديثه. هذه عبارته بحروفها. ⦗٢٢٩⦘

وعبد الله بن عمر العمري المكبر ضعيف الحديث وأخوه عُبَيد الله بن عمر - بالتصغير - ثقة حافظ جليل ومع ما تقدم من عبارة ابن خزيمة وكشفه عن علة هذا الخبر لا يحسن أن يقال: أخرجه ابن خزيمة في صحيحه إلا مع البيان.

وقد رواه الدولابي في الكنى قال: حدثنا علي بن معبد بن نوح حدثنا موسى بن هلال حدثنا عبد الله بن عمر العمري أبو عبد الرحمن أخو عُبَيد الله عن نافع عن ابن عمر فذكره.

فهذا قاطع للنزاع من أنه عن المكبر لا عن المصغر. فإن المكبر هو الذي يكنى أبا عبد الرحمن وقد أخرج الدولابي هذا الحديث في من يكنى أبا عبد الرحمن.

ورواه الدارقطني عن المحاملي عن عُبَيد بن محمد الوراق فقال: عن موسى بن هلال، عَن عَبد الله بن عمر مكبرا فأورده عبد الحق في الأحكام من طريقه وسكت عليه فتعقبه ابن القطان وقال: الظاهر أنه لم يسكت عنه تصحيحا له وإنما تسامح فيه لأنه من الخير والترغيب. ثم ذكر كلامهم في موسى بن هلال وقال: الحق أنه لم تثبت عدالته.

قال: وذكر، يعني عبد الحق - أن البزار رواه أيضًا وإنما رواه البزار من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وهو ضعيف أيضًا وفيه أيضًا: عبد الله بن إبراهيم الغفاري وقد تكلموا فيه أيضًا.

ولما ذكره العقيلي في الضعفاء أورد هذا الحديث، عَن مُحَمد بن عبد الله الحضرمي عن جعفر بن محمد عن موسى بن هلال عن عُبَيد الله بن عمر المصغر به وقال: لا يصح. ⦗٢٣٠⦘

وفي أسئلة البرقاني أنه سأل الدارقطني عن موسى بن هلال فقال: مجهول.

وقد أفرد شيخنا هذا في الذيل بناء على أن الدارقطني يعرف العبدي. ويجاب: بأنه أراد أنه مجهول الحال فقد أطلق عليه ذلك أبو حاتم الرازي مع أنه روى عنه جماعة فيتعين أنه أراد به مجهول الحال.

وقد نال شيخ شيوخنا السبكي الكبير إلى توثيق موسى وإلى رجحان أن الحديث من رواية العمري المصغر الثقة فقد قال في "شفاء السقام" بعد تخريجه ما هذا معناه. مع احتمال أن يكون عند موسى عنهما معًا لكن البيهقي لما أخرج الحديث في شعب الإيمان قال: وسواء قال موسى: "عن عبد الله" أو"عبيد الله" فهو منكر عن نافع عن ابن عمر، انتهى.

وجهه غيره بأنه منطبق على ما عرف به مسلم في مقدمة صحيحه الخبر المنكر فقال ما ملخصه: فأما من تعمد إلى مثل الزهري في جلالته وكثرة أصحابه فيروي عنه ما لا يعرفه أحد منهم مع كونه لم يشاركه، وَلا شارك غيره من الحفاظ في رواية أحاديثهم فليس بجائز قبول حديثه.

قال: وهذا شأن موسى بن هلال فإنه لم يشتهر برواية الأحاديث الصحيحة وجاء عن عُبَيد الله بن عمر العمري بشيء لم يتابعه عليه أحد من أصحاب عُبَيد الله مع كثرتهم وشهرتهم فلما لم يتابعه عليه أحد من الثقات عن عُبَيد الله، وَلا جاء مثله أو نحوه من رواية من يوثق عن نافع شيخ عُبَيد الله مع كثرة حديثه والرواة عنه وفيهم. ⦗٢٣١⦘

وقد رجح ابن عَدِي أن شيخ موسى فيه: عبد الله المكبر ووجهه بعض الحفاظ بأن موسى أدرك عبد الله المكبر ولم يدرك عُبَيد الله - بالتصغير - لأن المصغر مات قبل المكبر ببضع وعشرين سنة.

وقد وصف النووي في شرح المهذب حديث موسى بالضعف فقال بعد قول صاحب المهذب: لما روى ابن عمر رفعه: من زار قبري وجبت له شفاعتي. أما حديث ابن عمر فرواه البزار والدارقطني والبيهقي بإسنادين ضعيفين جدا.

وأما ما تقدم في ترجمة مسلمة بن سالم الجهني [٧٧٠٥] أنه وافق موسى بن هلال على رواية هذا الحديث عن عُبَيد الله بن عمر الثقة المصغر فليس كذلك بل لما رواه عنه خالف موسى في إسناده فإنه قال فيه: عن عُبَيد الله عن نافع عن سالم عن ابن عمر، فأدخل بين نافع، وَابن عمر: سالما.

رويناه كذلك في "الخلعيات" وقد سبق في ترجمته.

<<  <  ج: ص:  >  >>