للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٧٢١٨ - محمد بن علي بن ودعان القاضي أبو نصر الموصلي.]

صاحب تلك الأربعين الودعانية الموضوعة. ⦗٣٨٢⦘

ذمه أبو طاهر السلفي وأدركه وسمع منه وقال: هالك متهم بالكذب.

قلت: مات سنة أربع وتسعين وأربع مِئَة في المحرم بالموصل عقب رجوعه من بغداد عن اثنتين وتسعين سنة.

روى عن عمه أبي الفتح أحمد بن عُبَيد الله بن أحمد بن صالح بن سليمان بن ودعان، ومُحمد بن علي بن بحشل والحسين بن محمد الصيرفي.

قال السلفي: تبين لي حين تصفحت الأربعين له تخليط عظيم يدل على كذبه وتركيبه الأسانيد.

وقال هَزَارَسْت بن عوض: سألته عن مولده فقال: ليلة نصف شعبان سنة إحدى وأربع مِئَة وأول سماعي في سنة ثمان.

وقال ابن ناصر: رأيته ولم أسمع منه لأنه كان متهما بالكذب وكتابه في الأربعين سرقه من عمه أبي الفتح، وقيل: سرقه من زيد بن رفاعة وحذف منه الخطبة وركب على كل حديث منه رجلا، أو رجلين إلى شيخ ابن رفاعة.

وابن رفاعة وضعها أيضًا ولفق كلمات من رقائق الحكماء ومن قول لقمان وطول الأحاديث.

أخبرنا إسحاق الآمدي أخبرنا أبو طاهر بن عباس أخبرنا عبد الواحد بن حمويه أخبرنا وجيه بن طاهر أخبرنا القاضي أبو نصر محمد بن علي بن عبد الله بن أحمد بن ودعان حَدَّثَنا الحسين بن محمد الصيرفي حدثنا الحسين بن عصمة الأهوازي حدثنا أبو بكر بن الأنباري حدثنا أبي حدثنا أبو سلمة المنقري حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت، عَن أَنس رضي الله عنه قال: ⦗٣٨٣⦘

خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على ناقته الجدعاء فقال: يا أيها الناس كأن الموت على غيرنا كتب وكأن الحق فيها على غيرنا وجب وكان الذي نشيع من الأموات سفر عما قريب إلينا راجعون بيوتهم أجداثهم ونأكل تراثهم ... وذكر الحديث.

هذا وضع على المنقري وما لحقه ابن الأنباري.

قال السلفي: إن كان ابن ودعان خرج على كتاب زيد كتابه بزعمه حين وقعت له أحاديث عن شيوخه فأخطأ إذ لم يبين ذلك في الخطبة وإن كان سوى ذلك وهو الظاهر - قلت: لا، بل المتيقن - فأطم وأغم إذ غير متصور لمثله - مع نزارة روايته وقلة طلبه - أن يقع له كل حديث فيه من رواته من أورده الهاشمي على أن – يعني الأربعين - رواها عن ابن ودعان محمد الهادي بمصر وأبو عبد الله البلخي بالعراق ومروان بن علي الطنزي بديار بكر وإسماعيل بن محمد النيسابوري بالحجاز وآخرون. انتهى.

وسئل المزي عن الأربعين الودعانية فأجاب بما ملخصه: لا يصح منها على هذا النسق بهذه الأسانيد شيء وإنما يصح منها ألفاظ يسيرة بأسانيد معروفة يحتاج في تتبعها إلى فراغ وهي مع ذلك مسروقة سرقها ابن ودعان من زيد بن رفاعة ويقال: زيد بن عبد الله بن مسعود بن رفاعة الهاشمي وهو الذي وضع رسائل "إخوان الصفا" فيما يقال وكان جاهلا بالحديث وسرقها منه ابن ودعان فركب لها أسانيد فتارة يروي عن رجل عن شيخ ابن رفاعة وتارة يدخل اثنين وعامتهم مجهولون ومنهم من يشك في وجوده. ⦗٣٨٤⦘

والحاصل: أنها فضيحة مفتعلة وكذبة مؤتفكة وإن كان الكلام الذي فيها حسنا ومواعظ بليغة فليس لأحد أن ينسب كل مستحسن إلى الرسول عليه الصلاة والسلام لأن كل ما قاله الرسول حسن وليس كل حسن قاله الرسول والله الموفق.

<<  <  ج: ص:  >  >>