للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٧٣١٦ - محمد بن القاسم [بن خلاد بن ياسر بن سليمان] أبو العيناء.]

أخباري شهير صاحب نوادر.

حدث، عَن أبي عاصم النبيل وطائفة.

حدث عن الصولي وأحمد بن كامل، وَابن نجيح. ⦗٤٤٧⦘

قال الدارقطني: ليس بقوي في الحديث.

يقال: مات سنة ٢٨٢.

قال الخطيب: أخبرنا الأزهري أخبرنا محمد بن جعفر التميمي أخبرنا الصولي، عَن أبي العيناء قال: سبب تحولي من البصرة أني رأيت غلاما ينادى عليه: ثلاثين دينار يساوي ثلاث مِئَة دينار فاشتريته وكنت أبني دارا فأعطيته عشرين دينارا لينفقها على الصناع فأنفق عشرة واشترى بعشرة ملبوسا له فقلت له: ما هذا؟ قال: لا تعجل فإن أهل المروءات لا يعتبون على غلمانهم هذا فقلت في نفسي: أنا اشتريت الأصمعي ولم أدر!.

قال: وأردت أن أتزوج امرأة سرا من بنت عمي فاستكتمته فدفعت إليه دينارا لشراء حوائج وسمك هازبى فاشترى غيره فغاظني فقال: رأيت أبقراط يذم الهازبى فقلت: يا ابن الفاعلة لم أعلم أني اشتريت جالينوس فضربته عشرة مقارع فأخذني وضربني سبعا وقال: يا مولاي الأدب ثلاث وضربتك سبعا قصاصا فضربته فرميته فشججته.

فذهب إلى ابنة عمي وقال: الدين النصيحة ومن غشنا فليس منا إن مولاي قد تزوج واستكتمني فقلت: لابد من تعريف مولاتي الخبر فشجني وضربني.

فمنعتني بنت عمي من دخولي الدار وحالت بيني وبين ما فيها وما زالت حتى طلقت المرأة وسمته بنت عمي (الغلام الناصح) فلم يمكن أن أكلمه , فقلت: أعتق هذا وأستريح , فلما أعتقته لزمني وقال: الآن وجب حقك علي.

ثم إنه أراد الحج فزودته فغاب عشرين يوما ورجع وقال: قطع الطريق ورأيت حقك أوجب. ⦗٤٤٨⦘

ثم أراد الغزو فجهزته فلما غاب بعت ما لي بالبصرة وخرجت عنها خوفا من أن يرجع. انتهى.

واسم جده: خلاد بن ياسر بن سليمان وأصله من اليمامة وهو من بني حنيفة من أنفسهم.

وجزم المسعودي في المروج بأنه مات في هذه السنة في جمادى الآخرة.

قال: وكان من اللسن وسرعة الجواب والذكاء على ما لم يكن أحد من نظرائه وله أخبار حسان وأشعار وهو الذي دخل على المتوكل في قصره فقال: كيف تقول في دارنا هذه؟ فقال: إن الناس بنوا دورهم في الدنيا وأنت بنيت الدنيا في دارك.

قال: وكان انحدر من بغداد إلى البصرة في زورق فيه ثمانون إنسانا فغرق الزورق فلم يتخلص أحد ممن كان فيه غير أبي العيناء تعلق بطرف الزورق فأخرج حيا فلما دخل البصرة مات.

وقال الخطيب: روى عن الأصمعي، وَأبي عبيدة، وَأبي زيد والعتبي، وَغيرهم. وكان من أحفظ الناس وأفصحهم لسانا وأحضرهم جوابا , قيل: إنه كف بصره وله أربعون سنة.

قال: ولم يسند من الحديث إلا القليل والغالب على رواياته الحكايات.

يقال: إن المنتصر قال له: ما أحسن الجواب؟ قال: ما أسكت المبطل وحير المحق.

قال أحمد بن كامل القاضي: مات سنة ٨٣.

وقال الحاكم: سمعت عبد العزيز بن عبد الله الأموي يقول: سمعت إسماعيل بن محمد النحوي يقول: سمعت المحاملي يقول: سمعت أبا العيناء يقول: أنا والجاحظ وضعنا حديث فدك. ⦗٤٤٩⦘

قال إسماعيل: وكان أبو العيناء يحدث بذلك بعدما تاب.

وقال الدارقطني في غرائب مالك: أخبرنا إبراهيم بن علي الهجيمي إجازة حَدَّثَنا أبو العيناء حَدَّثَنا محمد بن خالد بن عثمة عن مالك، عَن الزُّهْرِيّ، عَن علي بن حسين قال: مثل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل العين ودواء العين ترك مسها.

قال الدارقطني: لم يروه غير أبي العيناء.

وقال أبو الحسين الشابستي: ذكر أبو العيناء أنه أتي عبد الله بن داود الخريبي وهو صغير ليحدثه فقال له: تحفظ القرآن؟ فقال: قد حفظته قال: تعلم الفرائض؟ فقال: قد حذقتها قال: فتعلم العربية؟ قال: تعلمت منها ما فيه كفاية فامتحنه في كل ذلك فأجاد فقال: لو كنت محدثا أحدا في سنك لحدثتك.

وقال: كان حسن الشعر جيد العارضة مليح الكتابة والترسل خبيث اللسان كثير التعريض بهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>