للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: فإنَّما فعلت ما كان ينبغي، ولا والله يا أمير المؤمنين ما أصبت من رهطك عُشر ما أصبت من رهطي، وما يحلّ لك يا أمير المؤمنين أن تَجِد من قَتْل الكافرين؛ قال: إني لا أجد من ذلك، وكان معه رجال كثير قد أصاب من عشائرهم، فزعموا أنَّه لمَّا تخلَّف في أخْريات أصحابهِ قال بعَضهم لبعض: هل لكم أن نقطع به الجِسْر فندْركَ ثأرَنا الساعة! فقطعوا الجِسْر، فمالت السفُن، فَفزع الفرس ونفر، ووقع في الماء فغرِق (١). (٦/ ٢٨١).

قال أبو مخنف: فحدّثني ذلك المُرّيّ بهذا الحديث، وناسٌ من رَهْط شبيب يَذْكرون هذا أيضًا؛ وأمَّا حديث العامَّة فالحديثُ الأوّل (٢). (٦/ ٢٨١).

قال أبو مخنف: وحدّثني أبو يزيدَ السَّكْسَكيّ، قال: إنَّا واللهِ لنتهيَّأ للانصراف إذ جاء صاحبُ الجسر فقال: أين أميرُكم؟ قلنا: هو هذا، فجاءه فقال: أصلَحَك الله! إن رجلًا منهم وقع في الماء، فتنادَوا بينهم: غَرق أميرُ المؤمنين! ثمّ إنَّهم انصرفوا راجعين، وتركوا عسكرَهم ليس فيه أحد، فكبَّر سُفيانُ وكبَّرنا، ثمّ أقبل حتَّى انتهى إلى الجسر، وبعث مُهاصِر بن صَيفيّ فعبر إلى عسكرهم، فإذا ليس فيه منهم صافِرٌ ولا آثرِ، فنزل فيه، فإذا أكثُر عسكر خلق اللهِ خيرًا، وأصبَحْنا فطلبنا شبيبًا حتَّى استخرَجْناه وعليه الدّرْع، فسمعتُ النَّاس يزْعمون أنه شَقّ بطنَه فأخرج قلبَه، فكان مجتمِعا صُلْبًا كأنَّه صَخْرة، وإنَّه كان يَضرِب به الأرض فيثب قامةَ إنسان؛ فقال سفيان: احْمَدوا الله الَّذي أعانكم فأصبح عسكرهم في أيدينا (٣). (٦/ ٢٨١ - ٢٨٢).

قال أبو زيد عُمر بنُ شَبَّة: حدّثني خلّاد بنُ يزيد الأرقط، قال: كان شبيب يُنْعَى لأمِّه فيقال: قتِل، فلا تَقبل قال: فقيل لها: إنَّه غرِق فَقبِلتْ وقالت: إني رأيتُ حين ولدتُه أنَّه خرج مِنّي شهاب نار، فعَلِمتُ أنه لا يُطفئِه إلّا الماء. (٦/ ٢٨٢).

قال هِشام عن أبي مِخنَف: حدّثني فَرْوة بن لقَيط الأزديّ ثمّ الغامريّ أن يزيدا بن نُعْيم أبا شبيب كان ممَّن دخل في جيش سَلْمان بن ربيعة إذ بعث به وبمن


(١) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.
(٢) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.
(٣) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.

<<  <  ج: ص:  >  >>