للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وما الأئمّة إلا أنجم زهر ... يبدو لنا كوكب إن كوكب أفلا

إنّ المعزّ الذى لا خلق يشبهه ... إلّا العزيز ابنه إن قال أو فعلا

ملك وجدنا التّقى والعدل عدّته ... إذا الملوك استعدّوا الكيد والحيلا

سمت الى العالم النّورىّ همّته ... ففارق القمّ الأرضىّ وانتقلا

وراجعت نفسه فى القدس عنصرها ... ولم يزل بحبال الله متّصلا

لم يرض خلقا من الدّنيا يجاوره ... إلّا الملائك فى الفردوس والرّسلا

لولا نزار وعين الله تحرسه ... كنّا بفقد معدّ أمّة هملا

فإن مضى كافل [١] الدّنيا وما ضمنت ... فذا ابنه كافل عنه بما كفلا

وإن هوى الجبل الراسى فذا جبل ... راس لنا بعده، أعظم به جبلا!

عمّت خلافته الدّنيا برونقها ... كأنه الشّمس فيها حلّت الحملا

ملك أغرّ وأيّام محجّلة ... ودولة كلّ وقت تقهر الدّولا

أضحت ملوك بنى الدّنيا له خولا ... وما حوت كلّ دار منهم نفلا

يأيّها الملك المأمول نائله ... ومن هو الغاية القصوى لنا أملا

كان السرير سرير الملك منخفضا ... حتى ارتقيت ذراه فارتقى وعلا

ومن ذلك ما كتب به عامل الى المصروف به:

قد قلّدت العمل بناحيتك، فهنأك الله بتجدّد [٢] ولايتك، فأنفذت خليفتى لخلافتك، فلا تخله من هدايتك، إلى أن يمنّ الله بزيارتك.

فأجابه: ما انتقلت عنّى نعمة صارت إليك، ولا خلوت من كرامة اشتملت عليك. وإنى لأجد صرفى بك ولاية ثانية وصلة وافية؛ لما أرجو لمكانك من حسن الخاتمة ومحمود العاقبة. والسلام.


[١] فى الأصل: «كامل الدنيا» .
[٢] فى الأصل: «تجدد» من غير حرف الجر.