طارق وذكر أنه أخفاها لهذا السبب. فعلم الوليد صدق طارق. وإنما فعل هذا لأن موسى كان قد ضربه وحبسه حتى أرسل الوليد «أخرجه»«١» وقيل: لم يحبسه.
قالوا: ولما دخلت الروم بلاد الأندلس «٢» ، كان فى مملكتهم بيت إذا ولى ملك منهم أقفل عليه قفلا. فلما ملكت القوط فعلوا كفعلهم.
فلما ملك رذريق فتح الأقفال فرأى فى البيت صور العرب، عليهم العمائم الحمر على خيول شهب، وفيه كتاب:«إذا فتح هذا البيت دخل هؤلاء القوم هذا البلد» . ففتحت «٣» الأندلس فى تلك السنة.
[ذكر غزو جزيرة سردانية]
قال: ولما فتح موسى بلاد الأندلس سير طائفة من عسكره إلى هذه الجزيرة، وهى فى بحر الروم كثيرة الفواكه. فدخلوها فى سنة اثنتين وتسعين «٤» . فعمد النصارى إلى ما يملكونه من آنية الذهب والفضة فألقوا الجميع فى الماء «٥» . وجعلوا أموالهم فى سقف البيعة الكبرى التى تحت السقف الأول. وغنم المسلمون منها ما لا يحد ولا يوصف، وأكثروا الغلول «٦» . واتفق أن رجلا من المسلمين اغتسل فى الماء