للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ذكر بيعة الفائز بنصر الله]

هو أبو القاسم عيسى بن الظّافر بأعداء الله؛ وهو الثالث عشر من ملوك الدّولة العبيديّة والعاشر من ملوك الدّيار المصرية منهم. بويع له بعد مقتل والده فى يوم الخميس سلخ المحرّم سنة تسع وأربعين وخمسمائة، وعمره خمس سنين. وذلك أنّه لما قتل الظّافر استدعى عبّاس ابنه أبا القاسم عيسى هذا وحمله على كتفه، ووقف فى القاعة، وأمر أن تدخل الأمراء، فدخلوا؛ فقال: هذا ولد مولاكم وقد قتل أبوه وعمّاه كما ترون، والواجب الطّاعة لهذا الطفل. فقالوا بأجمعهم: سمعنا وأطعنا؛ وصاحوا صيحة عظيمة زلّ منها عقل الصّبى واختل. ثمّ سيّره [٩٥] إلى إمّه ولقّب بالفائز؛ فأقام يصرع فى كلّ يوم «١» .

وانفرد عبّاس بالوزارة وبتدبير الأمور، ولم يبق على يده يد، وظنّ أن الأمر استقام له.

ذكر خروج عبّاس من الوزارة وما آل إليه أمره

قال المؤرخ: لما قتل الظّافر بأعداء الله أكثر أهل القصر النّواح عليه، وشرعوا فى إعمال الحيلة على عبّاس، ووافق ذلك نفور الأمراء منه لإقدامه على القتل: فاختلفت الكلمة عليه، وهاجت العساكر.

وتفرّقت الفرق، ولبسوا السّلاح. فخرج إليهم عبّاس فى يوم الاثنين عاشر شهر ربيع الأول من السنة، فقاتلهم وهزمهم، وقتل جماعة منهم.